وفي الآية الأخيرة تظهر صفات الجلال والكمال ، فهو سبحانه (عالِمُ الْغَيْبِ) أي ما لا تراه العباد ويغيب عن أبصارهم. (وَالشَّهادَةِ) ما يشاهدونه فيرونه بأبصارهم. فكلّ شيء مكشوف لعلمه ، خاضع لسلطانه ، مدبّر بحكمته ؛ وهو العزيز الغالب ، الحكيم في تدبير خلقه وصرفه إيّاهم فيما يصلحهم.
المعنى الإجمالي للسورة
قال الفيروزآبادي : معظم مقصود سورة التغابن : بيان تسبيح المخلوقات ، والحكمة في تخليق الخالق ، والشكاية من القرون الماضية ، وإنكار الكفّار البعث والقيامة ، وبيان الثواب والعقاب ، والإخبار عن عداوة الأهل والأولاد ، والأمر بالتّقوى حسب الاستطاعة ، وتضعيف ثواب المتّقين ، والخبر عن اطّلاع الحقّ على علم الغيب في قوله سبحانه : (عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (١٨).