المبحث الخامس
لغة التنزيل في سورة «التحريم» (١)
١ ـ وقال تعالى : (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً) [الآية ٣].
أقول : ودلّت (بعض) على الواحد ، وهي نظير قوله تعالى :
(وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (١٩٨) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ) [الشعراء].
٢ ـ وقال تعالى : (إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) [الآية ٤].
الخطاب إلى الاثنين ، والفاعل جمع ، وهذا شيء عرفناه في لغة التنزيل ، اقتضته حكمة وبلاغة.
٣ ـ وقال تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً) [الآية ٨].
وصفت التوبة بالنصح على الإسناد المجازي ، والنصح صفة التائبين ، وهو أن ينصحوا بالتوبة أنفسهم ، فيأتوا بها على طريقها متداركة للفرطات ، ماحية للسيئات.
أقول : وهذا أسلوب من أساليب البلاغة العربية في الصفات والموصوفات.
__________________
(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «من بديع لغة التنزيل» ، لإبراهيم السامرّائي ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، غير مؤرّخ.