فهؤلاء المتعصبون يريدون في الواقع انكار فضل علي عليهالسلام فيُشكلون على الله عزوجل.
انتبهوا هنا إلى كلام الرازي فهو يقول : «وهو أنّ اللائق بعلي عليهالسلام أن يكون مستغرق القلب بذكر الله حال ما يكون في الصلاة ، والظاهر أنّ من كان كذلك فانّه لا يتفرغ لاستماع كلام الغير ولفهمه» (١).
علينا أن نسأل الفخر الرازي أن إذا كان هذا العمل خلافاً لآداب الصلاة وحضور القلب ، فلماذا اثنى عليه الباري جلّ وعلا ، واعتبر ولاية المؤمنين حقيقة بمثل هذا الشخص؟!
على أيّة حال ، فلا مجال للشك في أنّ سماع صوت المحتاج والاستجابة له في حال الصلاة عبادة مضاعفة حصلت في آن واحد ، وعلينا أن نعوذ بالله من التعصب الذي يبعدنا عن الحقائق.
٣ ـ ومن جملة التبريرات التي طرحت هنا بصيغة إشكال هو : إنّ التصدق بالخاتم على السائل فعل كثير ويتعارض مع الصلاة!.
ليس هناك ما يدعو للعجب ، فعندما يريد الإنسان أن لا يذعن للواقع فإنّه يصطنع التبريرات ليحاجج بها ، وهو على يقين بأنَّ تبريراته واهية؟!
والجواب : أولاً : إنّ عملية اخراج الخاتم تمّت باشارة بسيطة وعلى ضوء جميع الفتاوى فإنّ هذا العمل لايعتبر فعلاً كثيراً ولا يوجب الإشكال في الصلاة ، لا سيما إذا أشار الإمام عليهالسلام إشارة بسيطة ، والسائل اخرجه بنفسه.
ثانياً : لقد صرح الفقهاء بأنّ حتى قتل الحيوان اللادغ مثل «العقرب» أثناء الصلاة ، أو رفع الطفل أثناء الصلاة ، أو حساب عدد الركعات عن طريق الحصى ، بل وحتى غسل جانب من اللباس أو اليد إذا تنجست أثناء الصلاة ، لايضر بالصلاة ، بينما يعتبر اعطاء الخاتم للسائل أو اخراجه أبسط من ذلك بكثير.
٤ ـ يقول المبررون : من اين جاء علي عليهالسلام بذلك الخاتم النفيس؟ وألم يكن التختم به إسرافاً؟
__________________
(١) التفسير الكبير ، ج ١٢ ، ص ٣٠.