١٥ ـ آية الانذار
(وَانْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقرِبينَ* وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ). (الشعراء / ٢١٤ ـ ٢١٥)
إِنَّ هذه الآيات لها قصة معروفة حيث ذكرها جميع مؤرخي الإسلام تقريبا.
وفي تفسير هذه الآية ، تشاهد رواية معروفة لدى الخاص والعام كما يقول «الطبرسي» في «مجمع البيان» ، وكذا قول «الحاكم الحسكاني» في «شواهد التنزيل» ، يقول «البراء بن عازب» : لمّا نزلت آية (وَانْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقرِبينَ) جمع رسول الله صلىاللهعليهوآله بني عبد المطلب وهم يومئذٍ أربعون رجلاً ، الرجل منهم يأكل المسنة ، ويشرب العس ، فأمر علياً عليهالسلام برجل شاة فأدمها ثمّ قال : ادنوا بسم الله فدنا القوم عشرة عشرة فأكلوا حتى صدروا ، ثم دعا بقعب من لبن فجرع ، منه جرعة ثم قال لهم : اشربوا بسم الله فشربوا حتى رووا ، فبدرهم أبو لهب فقال : هذا ما سحركم به الرجل. فسكت صلىاللهعليهوآله يومئذٍ ولم يتكلّم ، ثم دعاهم من الغد على مثل ذلك من الطعام والشراب ثم أنذرهم رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : يا بني عبد المطلب إنّي أنا النذير إليكم من الله عزوجل والبشير فأسلموا وأطيعوني تهتدوا ، ثم قال : من يؤاخيني (منكم) ويؤازرني ويكون وليي ووصيي بعدي وخليفتي في اهلي ويقضي ديني. فسكت القوم. فأعادها ثلاثاً ، كل ذلك يسكت القوم ويقول علي عليهالسلام : أنا ، فقال في المرة الثالثة : أنت ، فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب : أطع ابنك فقد أُمِّرَ عليك (١) ، نقل هذا الحديث في هوامش شواهد التنزيل عن «عبد الله بن عباس» وكذلك عن «أبي رافع».
وينقل عن «خصائص النسائي» أنّ «ربيعة بن ناجذ» يقول : إنّ رجلاً قال لعلي عليهالسلام :
__________________
(١) شواهد التنزيل ، ج ١ ، ص ٤٢٠ (مع الاختصار) ؛ وتفسير مجمع البيان ، ج ٧ و ٨ ، ص ٢٠٦.