الشيء ، فلو كان هذا المفهوم جنسا عاليا للزم أن لا تكون هذه المقولات أجناسا عالية ، بل تكون راجعة إلى جنس أعلى منها وهو مفهوم الشيء ، مع أنه برهن في محله من الحكمة. أن المقولات العشرة هي أجناس عالية.
ولكن هذا الاعتراض لا ينبغي أن يقال للميرزا ، لأنه حوالة على الحكمة المطلوب منها أن تبرهن على أن المقولات العشرة ، أجناس عالية ، وهذا المطلب لم يتحصل في الحكمة أصلا ، وأنه يستحيل أن يكون بعض هذه المقولات داخلا تحت جنس أعلى منها ، كما اعترف بذلك صاحب الأسفار.
نعم حاول الحكماء أن يبرهنوا على أن مفهوم العرض ، ليس جنسا عاليا للمقولات التسع العرضية ، وأن مفهوم الوجود ليس جنسا عاليا ، ولكن لم يقيموا برهانا على استحالة جنس أعلى من هذه المقولات العشرة ، وغايته أنهم صنّفوا الممكنات بهذا النحو من التصنيف ، وهذا التصنيف ترسّخ في أذهان الأصوليين فتوهموا أنه قد برهن في الحكمة أن هذه أجناس عالية ، فهذا الكلام لا ينبغي أن يعترض به على الميرزا ، وإنما الذي ينبغي الاعتراض به عليه ، هو أن مفهوم الشيء يستحيل أن يكون جنسا عاليا ، ببرهان يخص مفهوم الشيء ، وحاصل هذا البرهان ، هو أن مفهوم الشيء لو كان جنسا عاليا ، إذن لاحتاج في صيرورته نوعا إلى ضم فصل إليه ، وهذا الفصل يستحيل أن لا يكون شيئا من الأشياء ، لأنه مفهوم من المفاهيم ، وكل مفهوم شيء لا محالة ، فلا بدّ وأن يكون هذا الفصل الذي ينضم إلى جنس الشيء. هو أيضا
شيء. ومصداق للشيء في نفسه ، وهذا الشيء الذي انطبق على الفصل إمّا أن يكون تمام حقيقة الفصل ، أو جزء حقيقته ، فإن كان تمام حقيقة الفصل إذن يلزم كون الفصل عين الجنس وهو مستحيل ، لأن الجنس هو الشيء ، والفصل تمام حقيقته هو الشيء ، وإن كان الشيء جزء حقيقة الفصل فهو جنس الفصل ، إذن فلا بدّ في الفصل نفسه من فصل ينضم إلى مفهوم الشيء لكي يتحدد ويتنوع في نفسه ، وفصل الفصل هذا ، يستحيل أن لا يكون شيئا من الأشياء ، فإن كان شيئا من الأشياء وليست الشيئية تمام حقيقته بل هي جزء حقيقته. فلا بدّ من