٢ ـ الآيات الذامّة لاتّباع الظنّ :
لقد تضافرت الآيات في النّهي عن اتّباع الظنّ نذكر ما يلي :
١ ـ (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) (الأنعام ـ ١١٦).
٢ ـ (إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ) (الأنعام ـ ١٤٨).
٣ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) (الحجرات ـ ١٢).
٤ ـ (وَما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً) (النجم ـ ٢٨).
وفتوى المجتهد لا تتجاوز عن كونها أمراً ظنيّاً ، فيكون تقليده من أفراد اتّباع الظنّ.
والإجابة عن ذلك واضحة بعد الوقوف على أنّ المراد من الظنّ هو الترجيح لأمر بلا دليل من العقل ولا الشّرع ، ولا مستند لمتّبع الظنّ سوى الخضوع للعواطف والعصبيّات ، وأين هذا من الرّجوع إلى علماء الدّين الّذين أفنوا أعمارهم ونذروا للشّرع أنفسهم في تحصيل الحقائق وكشفها وحلّ معضلات المسائل ، بل القسم الثاني خارج من العمل بالظنّ موضوعاً ، لأنّه لا يتلقّاه الآخذ ظنّاً ، وعلى تسليمه فهو طريق مدعم ومعتضد بالعقل والشّرع كما عرفت.