٣ ـ الروايات الإرجاعية :
الرّوايات الإرجاعيّة أجلى وأوضح دليل على جواز رجوع الجاهل إلى الفقيه في أخذ الأحكام وقد ذكرنا قسماً وافراً منها عند البحث عن حجيّة خبر الواحد ، هذا وفي مضامينها إرجاع الإمام (عليهالسلام) إلى من كانوا من الفقهاء وأصحاب النّظر كيونس بن عبد الرّحمن وزكريّا بن آدم القمي ومعاذ بن مسلم النحويّ وأبان ابن تغلب ومحمد بن مسلم الثقفي وأضرابهم ممّن كانوا يجمعون بين العامّ والخاصّ والمطلق والمقيّد ويميّزون النّاسخ عن المنسوخ والصّادر عنهم (عليهالسلام) تقيّة عن الوارد لبيان الحكم الواقعيّ ، ولا يقف على ذلك إلّا الفقيه الممارس للفتوى.
وإليك بعض النّصوص الإرجاعية :
١ ـ عن الفضل بن شاذان عن عبد العزيز ابن المهتدي ـ وكان خير قميّ رأيته ، وكان وكيل الرّضا (عليهالسلام) وخاصّته ـ قال : سألت الرّضا (عليهالسلام) فقلت : إنّي لا ألقاك في كلِّ وقت ، فعمّن آخذ معالم ديني؟ فقال (عليهالسلام) : «خذ عن يونس ابن عبد الرحمن» (١).
٢ ـ عن عليّ بن المسيّب الهمدانيّ قال : قلت للرّضا (عليهالسلام) : شقّتي بعيدة ولستُ أصلُ إليك في كل وقت ، فممّن آخذ معالم ديني؟ قال (عليهالسلام) : «من زكريّا بن آدم القميّ المأمون على الدّين والدّنيا» قال عليّ بن المسيّب : فلمّا انصرفت قدمنا على زكريا بن آدم فسألته عمّا احتجت إليه (٢).
__________________
(١) الوسائل : ١٨ / ١٠٧ ح ٣٤ و ٣٥ ، الباب ١١ من أبواب صفات القاضي.
(٢) المصدر نفسه : ١٨ / ١٠٦ ح ٢٧ ، الباب ١١ من أبواب صفات القاضي.