٣ ـ روى معاذ بن مسلم النحويّ عن أبي عبد الله (عليهالسلام) قال : «بلغني أنّك تقعد في الجامع تفتي الناس»؟ قلت : نعم وأردت أن أسألك عن ذلك قبل أن أخرج ، إنّي أقعد في المسجد فيجيء الرّجل فيسألني عن الشيء ، فإذا عرفته بالخلاف لكم ، أخبرته بما يفعلون ، ويجيء الرّجل أعرفه بمودّتكم وحبّكم فأخبره بما جاء عنكم ، ويجيء الرّجل لا أعرفه ولا أدري من هو فأقول : جاء عن فلان كذا وجاء عن فلان كذا ، فأدخل قولكم فيما بين ذلك ، فقال لي : «اصنع كذا فإنّي كذا أصنع» (١).
٤ ـ قال أبو جعفر (عليهالسلام) لأبان بن تغلب «اجلس في مجلس المدينة وأفت النّاس ، فإنّي أحبّ أن يرى في شيعتي مثلك» قال النجاشي : قال أبو عبد الله (عليهالسلام) لما أتاه نعيه : «أما والله لقد أوجع قلبي موت أبان».
وقال أيضاً : «عظيم المنزلة في أصحابنا لقي عليّ بن الحسين وأبا جعفر وأبا عبد الله (عليهمالسلام) ، روى عنهم وكانت له عندهم منزلة وقدم ، وكان قارئاً من وجوه القرّاء ، فقيهاً ، لغويّاً سمع من العرب وحكى عنهم» (٢).
٥ ـ عن عبد الله بن أبي يعفور قال : قلت لأبي عبد الله (عليهالسلام) : إنّه ليس كلّ ساعة ألقاك ولا يمكن القدوم ، ويجيء الرّجل من أصحابنا فيسألني وليس عندي كلّ ما يسألني عنه ، فقال : «ما يمنعك من محمّد بن مسلم الثقفي ، فإنّه سمع من أبي وكان عنده وجيهاً» (٣).
__________________
(١) الوسائل : ١٨ / ١٠٨ ح ٣٦ ، الباب ١١ من أبواب صفات القاضي.
(٢) راجع رجال النجاشي : ١ / ٧.
(٣) الوسائل : ١٨ / ١٠٥ ح ٢٣ ، الباب ١١ من أبواب صفات القاضي ، إلى غير ذلك من الأحاديث في الفقهاء في الباب ١١.