الاجتهاد لغةً واصطلاحاً
الاجتهاد مأخوذ من الجهد بضمّ الجيم بمعنى الطّاقة والوسع ، وبفتحها بمعنى المشقّة ، وقيل : هما لغتان في الوسع والطّاقة ، فإذا كان من باب الافتعال يراد منه إمّا تحمّل الجهد والمشقّة ، فيقال : اجتهد في حمل الرّحى ولا يقال : اجتهد في حمل الخردلة ، وإمّا بذل الوسع والطّاقة في طلب الشيء ، ولعلّ المعنيين (تحمل المشقّة وبذل الطّاقة) متقاربان (١).
أمّا في اصطلاح الأُصوليّين ، فقد ذكروا له تعاريف كثيرة سيوافيك مع كثرتها والاجتهاد من المفاهيم ذات الإضافة ، أي لها إضافة إلى المجتهِد والمجتهَد فيه. وقبل الخوض في بيانهما لا بدّ من تعريف الاجتهاد القائم بالأمرين المذكورين (المجتهد والمجتهد فيه) فنقول :
١ ـ عرّفه الغزاليّ : «بذلُ المجتهد وسعه في طلب العلم بأحكام الشّريعة ، والاجتهاد التّام أن يبذل الوسع في الطّلب بحيث يحسّ من نفسه بالعجز من مزيد الطّلب» (٢).
__________________
(١) راجع لسان العرب : ٢ / ٣٩٥ و ٣٩٧.
(٢) المستصفى : ٢ / ٣٥٠ للغزالي : (٤٥٠ ـ ٥٠٥ ه ـ).