كتابنا «كليّات في علم الرجال» : إنّ هذا النوع من التعبير يفيد أن المترجم ـ بالفتح ـ في الدرجة العالية من الوثاقة (١).
هذا وإنَّ ظاهر الرّواية عامّ شامل للمجتهد المطلق والمتجزّي دون المقلّد لقوله (عليهالسلام) «شيئاً من قضايانا» أو «شيئاً من قضائنا» كما في الكافي وهو صادق عليهما معاً.
ما قد يورد على المشهورة في شمولها للمتجزّي :
ثمّ إنّه قد يورد على دلالة المشهورة الثانية على كفاية الاجتهاد غير المطلق بوجوه نذكر بعضاً منها :
الأوّل : إنّ القلّة المستفادة من قوله (عليهالسلام) : «شيئاً» إنّما هي بالقياس إلى علومهم (عليهمالسلام) وإن كان كثيراً في حدّ نفسه.
يلاحظ عليه : أنّه خلاف المتبادر ، فإنَّ الرّواية في قبال ردع الشيعة عن الرّجوع إلى غيرهم ، وعليه يناسب أن يخاطب الإمام (عليهالسلام) شيعته بأنّه يكفيهم أن يرجعوا إلى من يعلم شيئاً من قضاياهم ، لا خصوص الواقف على جميع قضاياهم (عليهمالسلام) ، وعندئذ المناسب في جعل الملاك هو نفس علم الرّاوي قلّة وكثرة ،
__________________
(١) بَل قاله (حفظه الله) في كتاب أصول الحديث وأحكامه في علم الدّراية ، باب الألفاظ المستعملة في التعديل والجرح ، ص ١٦٢ ـ ١٦٣ ، (٣ و ٤) (وجه ، عين): «... والسّابر في الكتب الرّجالية يقف على أن اللفظين يدلان على جلالة الرّجل أزيد من كونه إماميّاً عادلاً ، وأنّهم يستعملون هذين الوصفين في موارد يعد الرّجل من الطبقة المثلى في الفضل والفضيلة ، معربين عن أن مكانة الرّجل بين الطائفة مكانة الوجه والعين في كونهما محور الجمال والبهاء».