بِها مَغفُورٌ لَهُ» ، أَما سمعت قول الأول :
متى آته يوماً اطالب حاجة |
|
رجعت إلى أهلي ووجهي بمائه (١). |
١١ ـ ونقرأ في حالات الإمام الجواد عليهالسلام ، عن علي بن جرير قال : كنت عند أبي جعفر ابن الرضا عليهماالسلام جالساً وقد ذهبت شاة لمولاة له فأخذوا بعض الجيران يجرّونهم إليه ويقولون : أنتم سرقتم الشاة ، فقال أبو جعفر الإمام الجواد عليهالسلام : ويلكم خلّوا عن جيراننا فلم يسرقوا شاتكم الشاة في دار فلان ، فاذهبوا فأخرجوها من داره ، فخرجوا فوجدوها في داره ، وأخذوا الرجل وضربوه وخرقوا ثيابه ، وهو يحلف أنّه لم يسرق هذه الشاة إلى أن صاروا إلى أبي جعفر عليهالسلام فقال : ويحكم ظلمتم الرجل فإنّ الشاة دخلت داره وهو لا يعلم بها ، فدعاه فوهب شيئاً بدل ما خرق من ثيابه وضربه (٢).
١٢ ـ وكذلك ورد في سيرة الإمام الهادي عليهالسلام عن أبي هاشم الجعفري قال : أصابني ضيقة شديدة فصرت إلى أبي الحسن علي بن محمد (الإمام الهادي عليهالسلام) فأذن لي فلمّا جلست قال : يا أبا هاشم أي نعم الله عزوجل عَلَيكَ تُريدُ أَن تُؤدّي شُكرَها؟ قال أبو هاشم : فوجمت فلم أدري ما أقول له.
فأبتدأ عليهالسلام فقال : «رَزقَك الإيمانَ فَحرَّمَ بَدَنَك عَلى النّارِ ، وَرَزَقَكَ العافِيةَ فَأعانَتكَ عَلَى الطَّاعَةِ ، وَرَزَقَكَ القنُوعَ فَصانَكَ عَن التَّبَذُّلِ ، يا أبا هاشم إِنَّما ابتدأتُكَ بِهذا لأَنّي ظننتُ تُريدُ أن تَشكُو لِي مَن فَعَلَ بِكَ هذا ، وَقَد أَمرتُ لَكَ بِمائةِ دينار فَخُذها» (٣).
١٣ ـ وأورد (الكليني) في الجزء الأول من اصول الكافي ـ حول الإمام العسكري عليهالسلام ـ أنّه قال : «حُبِس أبو مَحمّد (الإمام العسكري) عِندَ عَلي بن نارمش وهو أنصب الناس وأشدّهم عَلى آل أبي طالب وَقِيلَ لَهُ : افعل به وافعل ـ يعني مِن السوء وَالاذى ـ فما أقام ـ الإمام ـ عِندَهُ إلّا يَوماً حَتّى وَضَعَ خديَّه لَه ، وَكانَ لا يَرفَع بَصره إليهِ إجلالاً وإعظاماً فَخرجَ
__________________
(١) فروع الكافي ، ج ٤ ، ص ٢٣ ، ح ٣ مع قليل من التلخيص.
(٢) بحار الانوار ، ج ٥٠ ، ص ٤٧.
(٣) المصدر السابق ، ص ١٢٩.