عَلى أَخِيكَ وَلَقَد كَانَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآله يُداعِبُ الرَّجُلَ يُريدُ أَن يَسُرَّهُ» (١).
٣ ـ وفي حديث آخر عن الإمام الصادق عليهالسلام أيضاً أنّه قال : «ما مِنْ مُؤمُنٍ إلّا وَفَيهِ دُعابَةٌ ، قلت : وَما الدُّعابَةُ؟ قال : المِزاح» (٢).
ويستفاد من هذا التعبير أن المؤمن لا ينبغي أن يكون جافّاً ، بل إنّ أغصان حسن الخلق هو المزاح وطبعاً مقرون بالتقوى.
٤ ـ ويستفاد من الروايات الشريفة أنّ المعصومين عليهمالسلام أحياناً كانوا يتحرّكون لحث الآخرين للتمازح في مجلسهم ليتمّ بذلك إدخال السرور على قلوب المؤمنين ، ففي كتاب الكافي للمرحوم (الكليني قدسسره) نقرأ حديثاً شريفاً يرويه عن معمر بن خلّاد قال : سألت أبا الحسن عليهالسلام قلت : جعلت فداك الرجل يكون مع القوم فيجري بينهم كلام يمزحون ويضحكون؟
فقال عليهالسلام : «لا بأسَ ما لَم يَكُن ، فَظَننتُ أَنّه عنى الفحش ، ثُمَّ قال : إنّ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآله كانَ يَأتِيهِ الأعرابِي فَيَهدِي لَهُ الهديَّةَ ثُمَّ يَقُولُ مكانَهُ : أَعطِنا ثَمَنَ هَديتِنا فَيضحَكُ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآله وَكَانَ إِذا اغتَمَّ يَقُولُ : ما فَعَلَ الأَعرابي لَيتَهُ أتانا» (٣)
٥ ـ وقد ورد في الأحاديث الشريفة نماذج من موارد مزاح النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله مع أصحابه منها ما ورد عن امرأة تدعى (ام أيمن) جاءت إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقالت : إنّ زوجي يدعوك ، فقال : ومن هو أهو الذي بعينه بياض ، فقالت : والله ما بعينه بياض ، فقال : بلى أنّ بعينه بياضاً ، فقالت : لا والله.
فقال صلىاللهعليهوآله : ما أحد إلّا وبعينه بياض (٤).
وفي مقابل هذه الأحاديث هناك أحاديث كثيرة تنهى عن المزاح منها :
١ ـ في الحديث الوارد عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : «إِيّاكُم وَالمَزاحَ فَإنَّهُ يَذهَبُ بِماءِ
__________________
١ ـ اصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٦٦٣ ، ح ٣.
٢ ـ المصدر السابق ، ح ٢.
٣ ـ المصدر السابق ، ح ١
٤ ـ تنبيه الخواطر ، ج ١ ، ص ١١٢.