الوَجهِ وَمَهابَةِ الرِّجالِ» (١).
٢ ـ وأيضاً في حديث آخر عن هذا الإمام أنّه قال : «إِذا أَحبَبتَ رَجُلاً فَلا تُمازِحهُ وَلا تُمارِهِ» (٢).
٣ ـ وفي حديث شريف عن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال : «إِيّاكُم وَالمَزاحَ فَإنَّهُ يَجُرُّ السَّخِيمَةَ وَيُورِثُ الضَّغِينَةَ وَهُو السَّبُّ الأصغَرُ» (٣).
٤ ـ وفي حديث آخر عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : «لا تُمازِح فَيُجتَرَءُ عَلَيكَ» (٤).
* * *
وعلى هذا الأساس يمكن القول أنّ المزاح يبعث على الذهاب بوقار الإنسان والحط من شخصيّته أمام الناس ويسبب العداوة والبغضاء بينهم ويوجب تجرّؤ الجهّال ويعرّض شخصية الإنسان إلى المهانة والضعف والاهتزاز.
ومن خلال مطالعة التعبيرات الواردة في روايات الطائفة الاولى المادحة للمزاح وروايات الطائفة الثانية الناهية عنه يمكن معرفة السبل إلى الجمع بين هاتين الطائفتين ، وتوضيح ذلك أنّ المزاح أمر معقّد وأحياناً يتّسم بأنّه أشدّ من حالة الجدية في الكلام وبعبارة اخرى أنّ المزاح أمر رقيق جدّاً بحيث أنّه إذا خرج قليلاً عن حدّ المقرّر ، فإنّ له آثار مخرّبة مدمّرة.
إذا كان المزاح في الأطار المقبول ولم يخرج عن حدّ الاعتدال وكان لغرض رفع السأم والتعب والحزن عنهم مع رعاية الجهات الشرعية فإنّه يقع مطلوباً ومورد رضا الله تعالى.
ولكن إذا كان المزاح لغرض الانتقام والسخرية بالطرف الآخر وبدافع الحقد والكراهية وخاصة إذا كان بلباس الجدّية فإنّه لا يحقق الامور المذكورة فحسب ، بل إنّ البعض قد يهدف إلى أغراض شيطانية من خلال المزاح فلا شك في أنّه يقع مبغوضاً ومنفوراً وأحياناً
__________________
١ ـ اصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٦٦٥ ، ح ١٦.
٢ ـ المصدر السابق ، ص ٦٦٤ ، ح ٩.
٣ ـ المصدر السابق ، ص ٦٦٤ ، ١٢.
٤ ـ المصدر السابق ، ص ٦٦٥ ، ح ١٨.