الأمانة فأنّهم يعيشون ضيق الافق في منافعهم ومصالحهم ويفكّرون في المنافع العاجلة فحسب ، لأنّ الخيانة تؤفّر لهم في الكثير من الموارد هذه المنافع العاجلة وتحقق لهم بعض المصالح الفردية على حساب اهتزاز كرامتهم المعنوية ومن دون أن يتفكّروا في العواقب الوخيمة لهذا السلوك في المستقبل على المستوى الدنيوي والاخروي ومكانتهم الاجتماعية.
هؤلاء الأفراد يعيشون في سجن الحرص والطمع فلذلك قليلاً ما يفكّرون في عواقب الخيانة ، لأنّ المنافع العاجلة حجبت أعينهم وعقولهم عن مشاهدة ما يترتب على ذلك من سلبيات كثيرة في المستقبل.
هؤلاء وبسبب ضعف الإيمان وعدم الالتفات إلى القدرة الإلهيّة المطلقة التي تكفّلت برزق الناس جميعاً ووعدت من يعيش الأمانة والصدق منهم بالثواب العاجل والآجل فإنّهم قد حجبوا بصيرتهم عن ذلك جميعاً وتحرّكوا من موقع التغافل عن الوجدان وعن تحذيرات الشرع وتورّطوا في شراك الخيانة وفخاخ الشيطان.
وعلى هذا الأساس يمكننا في هذا الصدد ذكر دوافع الخيانة فيما يلي :
١ ـ ضعف الإيمان واهتزاز العقيدة وعدم التوجّه إلى حالة التوحيد الأفعالي لله تعالى وحاكميته المطلقة على جميع الأشياء.
٢ ـ غلبة الأهواء والشهوات وحبّ الدنيا.
٣ ـ تسلّط حالة الحرص والطمع على الإنسان.
٤ ـ عدم التفكّر في نتائج الخيانة في حركة الحياة المادية والمعنوية.
٥ ـ ترك السعي المستمر والعمل الدؤوب لتحصيل المقاصد الدنيوية بطرق مشروعة وذلك بسبب التكاسل وحبّ الراحة وضعف الإرادة.
وعند الإلتفات إلى هذه الامور تتّضح النقطة المقابلة لها ، وهي دوافع الأمانة وذلك :
إنّ الأمانة تنبع من الإيمان واليقين بقدرة الله تعالى وعلمه المطلق والاعتماد عليه في جميع الامور.