الأفعالي واعتقد بذلك بصدق فلا يجد نفسه بحاجة إلى التمسّك بذيل الكذب حينئذٍ.
٤ ـ ونقرأ في حديث آخر عن أمير المؤمنين عليهالسلام قوله : «وَشَرُّ الْقُولِ الْكِذُبُ» (١) ، لأنّ آثاره السلبية والمدّمرة أشد من كل ذنب آخر.
٥ ـ ونقرأ أيضاً في حديث آخر عن الإمام علي عليهالسلام حيث يقرّر أنّ الكذب من أعظم الخطايا ويقول : «أَعْظَمُ الْخِطايا عِنْدَ اللهِ الْلِسَ انُ الْكَذُوبِ وشَرُّ النَّدامَةِ نَدامَةُ يَوْمِ الْقِيامَةِ» (٢).
٦ ـ وورد في حديث آخر أنّ الكذب مصدر الفجور ومنبع الفحشاء وسبب الدخول في النار كما في الحديث الشريف عن النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله حيث يقول : «إِيَّاكُم وَالكِذبَ فإنَّ الكِذبَ يَهدِي إِلَى الفُجُورِ وَإنَّ الفُجُورَ يَهدِي إِلَى النّارِ» (٣).
٧ ـ إنّ الكذب لا يتناغم ولا ينسجم مع العقل كما ورد هذا المضمون في الحديث الشريف عن الإمام الكاظم عليهالسلام أنّه قال : «إِنَّ العاقِلَ لا يَكذِبُ وَإِن كانَ فَيهِ هَواهُ» (٤).
٨ ـ إنّ الكذب يبعد ملائكة الرحمة عن هذا الإنسان الكاذب ففي حديث عن النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «إِذا كَذِبَ العَبدُ تَباعَدَ المَلَكُ مِنهُ مَسيرَةَ مِيلٍ مِنْ نَتِنِ ما جاءَ بِهِ» (٥).
لأنّ الإنسان إذا تحرّك في تعامله مع الآخرين من موقع الكذب ، فإنّه يتظاهر في نفس الحال بمظهر الصدق في حين أنّ باطنه يختلف عن ذلك ، وهذا الاختلاف بين الظاهر والباطن نوع من أنواع النفاق ، ولذلك كان الكذب من جملة الأعمال الشائعة لدى المنافقين.
١٠ ـ إن الكاذب يخسر اعتماد الناس وثقتهم به كما نقرأ ذلك في الحديث الشريف عن أمير المؤمنين عليهالسلام : «مَنْ عُرِفَ بِالكِذبِ قَلَّتْ الثِّقَةُ بِهِ» (٦).
__________________
١ ـ نهج البلاغة ، الخطبة ٨٤.
٢ ـ المحجة البيظاء ، ج ٥ ، ص ٢٤٣ ، وورد شبيه هذه الحديث مع تفاوت يسير في كنز العمال عن النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله (كنز العمال ، ج ٣ ، ص ٦١٩ ، ح ٨٢٠٣).
٣ ـ كنز العمال ، ح ٨٢١٩.
٤ ـ بحار الانوار ، ج ٧٥ ، ص ٣٠٥.
٥ ـ شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد ، ج ٦ ، ص ٣٥٧.
٦ ـ غرر الحكم.