وهذا الحديث يدلّ بوضوح على أنّ قانون الوفاء بالعهد وأداء الأمانة والإحسان إلى الوالدين لا يقبل الاستثناء أبداً.
٧ ـ وجاء في حديث آخر عن الإمام عليهالسلام يُشبّه العهد بالطوق المحيط برقبة الإنسان ويقول : «إنَّ العُهُودَ قَلائِدُ فِي الأعنَاقِ إِلى يَومِ القِيامَةِ فَمَنْ وَصَلَها وَصَلَهُ اللهُ ، وَمَنْ نَقضَها خَذَلَهُ اللهُ» (١).
٨ ـ وجاء في حديث آخر أنّ شخصاً سأل الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليهالسلام قال : «أَخبِرنِي بِجَمِيعِ شَرايعِ الدِّينِ»
قال الإمام في جوابه : «قَولُ الحِقِّ وَالحُكمِ بِالعَدلِ وَالوَفاءِ بِالعَهدِ» (٢).
٩ ـ وورد في حديث مختصر وعميق المحتوى عن أمير المؤمنين أنّه قال : «أَشَرَفُ الخَلائِقِ الَوفاءِ» (٣).
١٠ ـ ونختم هذا البحث بحديث مهم آخر عن رسول الله صلىاللهعليهوآله (رغم وجود أحاديث كثيرة في هذا الباب) حيث قال : «إِذا نقَضَوا العَهدَ سَلَّطَ اللهُ عَلَيهِم عَدُوِّهِم» (٤).
وهنا نرى حقائق مهمّة فيما ورد من الروايات الشريفة أعلاه عن أهميّة الوفاء بالعهد ومعطياته الكثيرة وآثاره العميقة في حياة الإنسان الفرديّة والاجتماعية بحيث أنّ الوفاء بالعهد يعدّ (أساس الدين) و (علامة اليقين) و (سبب القرب من رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم القيامة) و (الدرع الحصينة مقابل الحوادث الاجتماعية) ، مضافاً إلى الروايات الإسلامية التي تصّرح بأنّ الوفاء بالعهد هو قانون إلهي شامل للمسلم والكافر ، وأنّ الوفاء بالعهد (علّة الفلاح والنصر والعزّة) وأنّ نقض العهد سبب في (الحرمان من الألطاف الإلهية).
__________________
(١) غرر الحكم.
(٢) سفينة البحار ، مادة العهد.
(٣) غرر الحكم.
(٤) بحار الانوار ، ج ٩٧ ، ص ٤٦ ، ح ٣.