الخليفة : ولكني سأقتلك لا محالة.
فقال الهرمزان في جوابه : إنك قد أعطيني الإمان من القتل.
فقال الخليفة : أنت تكذب فأنا لم أعطك الإمان.
وكان (أنس) حاضراً فقال : صدق الهرمزان لقد أعطيته الإمان إلى أن ينتهى من شرب الماء.
فتفكر الخليفة في ذلك وقال للهرمزان : لقد خدعتني ولكني سوف أقبل خدعتك هذه لكي تعتنق الإسلام ، فلما رأى الهرمزان هذه الحالة (وهي إلتزام المسلمين بعهودهم ومواثيقهم) شع نور الإيمان في قلبه وأسلم (١).
والملفت للنظر أنّه يستفاد من الروايات الإسلامية أنّه حتى شبهة العهود والأمان يجب الوفاء بها ، ففي الحديث الشريف عن الإمام الصادق عليهالسلام : «لَوْ أَنَّ قَوْماً حاصَرُوا مَدينةً فَسَألُوهُمُ الأَمانَ فَقالُوا : لا فَظَنُّوا أَنَّهُمْ قالُوا : نَعَمْ فَنَزِلُوا إِلَيْهِمْ كانُوا آمِنِينَ» (٢).
وبهذا ترى أنّه ليس فقط العهد والأمان يجب الوفاء به بل إحتمال وجود العهد الوفاء به أحياناً.
__________________
١ ـ التفسير الأمثل.
٢ ـ وسائل الشيعة ، ج ١١ ، ص ٥٠ ، ح ٤.