وما يترتب على ذلك من المفاسد والاضرار الكثيرة ، نرى أنّ الروايات الإسلامية قد نهت عن الجدال والمراء بشدّة خاصّة إذا كان بالنسبة إلى الامور الدينيّة ومن ذلك :
١ ـ ما ورد عن النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «ما ضَلَّ قَومٌ بَعدَ أَنْ هَداهُمُ اللهُ إلّا اوتُوا الجَدَلَ» (١).
٢ ـ وهذا المضمون ورد أيضاً في حديث آخر مع تفاوتٍ يسير عن النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله أيضاً حيث قال : «ما ضَلَّ قَومٌ إلّا أَوثَقُوا بالجَدَلَ» (٢).
٣ ـ وقد ورد في حديث عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال : «لَعَنَ اللهُ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي دِينِهِ اولئِكَ مَلعُونُونَ عَلى لِسانِ نَبِيِّهِ» (٣).
٤ ـ وفي حديث آخر عن هذا الإمام عليهالسلام أيضاً أنّه قال : «الجَدَلُ فِي الدِّينِ يُفسِدُ اليَقِينَ» (٤).
٥ ـ في حديث عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : «إِيّاكُم وَالخُصُومَةَ فِي الدِّينِ فَإنَّها تُشغِلُ القَلبَ عَنْ ذِكرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَتُورثُ النِّفاقِ ، وَتَكسِبُ الضَّغائِنَ ، وَتَستَجِيرُ بالكِذبَ» (٥).
والتعبير بالخصومة في الدين رغم أنّها لا تنطوي تحت عنوان الجدال ولكنّها من الموارد الشبيهة بهذا المعنى.
٦ ـ ونظير هذا المعنى ما ورد عن الإمام علي بن موسى الرضا عليهالسلام أنّه قال : «إِيَّاكَ وَالخُصُومَةَ فَإنَّها تُورثُ الشَّكَّ وَتَحبِطُ العَمَلَ وَتُردِي بِصاحِبِها» (٦).
٧ ـ ومن نصائح لقمان الحكيم لابنه في ترك الجدال : «يا بُنَيَّ لا تُجَادل العُلَماءَ فَيَمقُتُوكَ» (٧).
٨ ـ ونقرأ في حديث آخر عن أمير المؤمنين عليهالسلام : «مَنْ طَلَبَ الدِّينَ بِالجَدَلِ تَزَندَقَ» (٨).
__________________
١ ـ احياء العلوم ، ج ٣ ، ص ١٥٥٣.
٢ ـ بحار الانوار ، ج ٢ ، ص ١٣٨ ، ح ٥٢.
٣ ـ المصدر السابق ، ص ١٢٩ ، ح ١٣.
٤ ـ غرر الحكم.
٥ ـ بحار الانوار ، ج ٢ ، ص ١٢٨ ، ح ٦.
٦ ـ المصدر السابق ، ص ١٣٤ ، ح ٣٠.
٧ ـ مجموعة الورام ، ج ١ ، ص ١١٧ ، (باب ما جاء في المراء والمزاح).
٨ ـ المحجة البيضاء ، ج ١ ، ص ١٠٧.