قال : «لا تَعجَلَنَّ إِلى تَصدِيقِ وَاشٍ وإِنْ تَشبَّهَ بِالنَّاصِحِينَ» (١).
النقطة المقابلة للنميمة والسعاية هي إصلاح ذات البين بأن يسعى الإنسان بكلامه الجميل إلى إقرار الصلح والصفاء بين شخصين متخاصمين ومتعاديين ، وهذه الصفة تعدّ أحد الفضائل المهمّة الأخلاقية والتي وردت الإشارة إليها في آيات القرآن الكريم والروايات الإسلامية.
وقد تمّ استعراض الآيات القرآنية التي تتحدّث عن هذا المعنى في ذيل الآيات المتعلقة بذم النميمة والسعاية على المستوى السلبي ، وهنا نشير إلى طائفة من الروايات الشريفة في هذا المجال :
١ ـ ما ورد في الحديث الشريف عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «مَنْ مَشى فِي صُلحٍ بَينَ اثنَينِ صَلَّى عَلَيهِ مَلائِكَةُ اللهِ حَتّى يَرجَعَ وَاعطِي ثَوابَ لَيلَةِ القَدرِ» (٢).
٢ ـ وفي الحديث الشريف عن أمير المؤمنين عليهالسلام في آخر وصاياه لولديه الإمام الحسن والإمام الحسين عليهماالسلام أنّه قال ضمن وصيّته لهما بعدم ترك إصلاح ذات البين : «فَإِنِّي سَمِعتُ جَدَّكُما صلىاللهعليهوآله يَقُولُ صَلاحُ ذاتِ البَينِ أَفضَلُ مِنْ عامَةِ الصَّلاةِ والصِّيامِ» (٣).
٣ ـ وجاء في حديث آخر عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «أَلا أَخبرُكُم بِأفضَلِ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيامِ والصَّلاةِ وَالصَّدَقَةِ إِصلاحُ ذاتِ البَينِ ، فَإنَّ فَسادِ ذاتِ البينِ هِي الحالِقَةُ» (٤).
٤ ـ وقال الإمام الصادق عليهالسلام : «صَدَقَةٌ يُحِبُّها اللهُ إصلاحُ بَينَ الناسِ إِذا تَفاسَدُوا وَتَقارِبُ بَينَهُم إِذا تَباعَدُوا» (٥).
٥ ـ وفي حديث آخر عن الإمام الصادق عليهالسلام أيضاً أنّه قال للمفضّل بن عمر : «إِذا رَأَيتَ بَينَ اثنَينِ مِن شِيعَتِنا مُنازَعَةً فأَفتَدِهِ مِنْ مالِي» (٦).
__________________
١ ـ غر الحكم.
٢ ـ وسائل الشيعة ، ج ١٣ ، ص ١٦٣ ، ح ٧.
٣ ـ نهج البلاغة ، الرسالة ٤٧.
٤ ـ ميزان الحكمة ، ج ٢ ، ص ١٥١٧.
٥ ـ اصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٢٠٩ ، ح ١.
٦ ـ المصدر السابق ، ح ٣.