ودقيق ولا سيما إذا كانت العداوة والكراهية قد توغّلت في الأعماق ، ولهذا فقد يستغرق تحقيق هذا المعنى وقتاً طويلاً ، ولا بدّ من مراعاة بعض الدقائق والنكات الظريفة في هذا السبيل ، وكذلك يحتاج إلى التعرّف على بعض مباديء علم النفس وتوصيات علماء النفس في هذا المجال ، ومن المعلوم أنّ الوصول إلى هذا الهدف المؤثر لا بدّ له من رعاية بعض الاصول والنقاط المهمّة ، ومنها :
١ ـ العثور على جذور الاختلاف والنفاق ، لأنّ الإنسان ما لم يعرف الأسباب ويبحث في جذور المشكلة ، فإنّ علاجها يكون عسيراً للغاية ، فلو أنّ الإنسان تحرّك على مستوى البحث على جذور الخلاف والنزاع وسعى إلى إزالة هذه الأسباب والجذور من واقع النفس لدى المتخاصمين فإنّه يحصل على النتيجة أسرع.
٢ ـ إنّ التسّرع في عملية إصلاح ذات البين في كثير من الموارد تعطي نتائج معكوسة ، وخاصة إذا كانت الاختلافات عميقة ومتجذرة ، ففي هذه الموارد يجب دراسة أوجه الاختلاف بدقّة وأحياناً يتطلب ذلك كتابتها في دفتر وبالأرقام ثمّ تحليلها ودراستها وحلّها واحدة بعد الاخرى ، ويعطي لكلّ طرف من المتخاصمين إمتيازات معقولة وبهذا يوجد التعادل والانسجام بينهما ويترتب على ذلك النجاح في عملية الإصلاح.
٣ ـ يجب الاستفادة من المسائل العاطفية والدينية أفضل استفادة من خلال تلاوة بعض الآيات القرآنية والروايات الشريفة التي من شأنها تحريك عناصر الخير وعواطف المحبّة في نفوس المتخاصمين ، والسعي لدعم شخصية كل طرف لكي يتحرّك باتّجاه الطرف الآخر على مستوى العفو والصفح من موقع الاحساس لشخصيته وكرامته لا من موقع الاجبار والإذعان للأمر الواقع.
٤ ـ وأحياناً يجب على المصلح أن يضحي بشيء من الأشياء وعلى سبيل المثال يدفع للطرفين المتخاصمين مبلغاً من المال أو يهدي لهما هدية كما قرأنا في الحديث عن الإمام الصادق عليهالسلام الذي خاطب فيه المفضّل ، ومن المعلوم أنّ المال الذي ينفق في هذا السبيل يعدّ من أفضل أنواع الانفاق في سبيل الله.