الخلاص من ادران هذه الخطيئة وترك ذلك السلوك الشائن ويسيروا في خط الإيمان والتقوى والانفتاح على الله.
ولكنّ الأمر الإلهي كان قد صدر بحقهم رغم أنّ إبراهيم عليهالسلام قد أظهر هذه الرحمة والشفقة تجاه عمّه أو قوم لوط لأنّهم لم يكونوا قابلين للهداية وخاصة ما كان عليه قوم لوط من الخطيئة المزمنة حيث أصابهم العذاب الإلهي أخيراً.
«الآية السادسة» تستعرض إحدى المواهب الإلهية الكبيرة على إبراهيم وتقول : إنّ الله تعالى قد استجاب لإبراهيم عليهالسلام دعائه : (فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ).
واللطيف أنّ من بين جميع الصفات الإيجابية الكبيرة للإنسان ، فإنّ هذه تشير فقط إلى صفة الحلم لدى هذا الغلام العزيز لإبراهيم عليهالسلام.
ويقول الراغب في مفرداته بأنّ : الحلم بمعنى ضبط النفس عند هيجان الغضب ، وبما أنّ هذه الحالة ناشئة من العقل فإنّه كلمّا وردت كلمة الحلم فإنّها قد يراد بها العقل أيضاً.
وهذه البشارة تحقّقت بالنسبة إلى إسماعيل عليهالسلام عند ما بلغ سن الرشد ووهبه الله العقل والحلم والنضج الكبير ، وذلك عند ما صدر الأمر الإلهي لإبراهيم بذبح إبنه اسماعيل كما تتحدّث الآيات التي بعد هذه الآية وتقول على لسان إسماعيل عليهالسلام : (يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ) فنرى حالة التسليم المطلق أمام الأمر الإلهي ، وفي مقابل الذبح الذي صدر لإبراهيم.
وتأتي «الآية السابعة» لتبيّن صفات (عباد الرحمن) البارزة ، وتستعرض ضمن الحديث عن إثني عشر صفة من الصفات الكبيرة الأخلاقية وهذه الصفة خاصة وتقول : (وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً).
أي إذا واجههم الأشخاص الذين يعيشون الحمق والجهل والحقد بكلام غير مسؤول وألفاظ ركيكة فإنّ جوابهم لا ينطلق من موقع الانفعال والرد بالمثل ، بل يمرّون على كلامهم ذلك من موقع الحلم وسعة الصدر ورغم أنّ كلمة (حلم) لم ترد في هذه الآية ، ولكن المفهوم