وعلى أية حال فإنّ الحلم وضبط النفس يعدّ من أفضل وأكرم القيم الأخلاقية وخاصة للرؤساء والمدراء والأولياء على العوائل حيث يتسبب في تكاملهم المعنوي وقوّة مديريّتهم وجذب القلوب إليهم وبالتالي بإمكانه أن يحل لهم الكثير من المشكلات ويهوّن عليهم المصاعب ، أمّا بالنسبة إلى أهميّة هذه الفضيلة الأخلاقية فنختار في هذا المضمون عدّة روايات واردة في هذا الباب :
١ ـ ما ورد في الحديث الشريف عن النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «أَلا اخبِرُكُم بِأشبَهَكُم بِي أَخلاقاً؟ قالُوا : بَلى يا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ : أَحسِنَكُم أَخلاقاً وَأَعظَمَكُم حِلماً وَأَبَرَّكَمُ بِقَرابَتِهِ وَأَشَدَّكُم إِنصافاً مِنْ نَفسِهِ فِي الغَضَبِ وَالرِّضا» (١).
٢ ـ ونقرأ في حديث آخر عن النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله أيضاً قوله : «ما جُمِعَ شَيٌّ إِلى شَيٍّ أَفضَلَ مِنْ حِلمٍ إِلى عَلمٍ» (٢).
٣ ـ وورد في الحديث الشريف عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال : «أَشجَعُ النَّاسِ مَنْ غَلَبَ الجَهلَ بِالحِلمِ» (٣).
ويشبه هذا المعنى ما ورد أيضاً عن الإمام عليهالسلام أنّه قال : «أَقوَى النّاسِ مَنْ قَوى عَلى غَضِبِهِ بِحِلمِهِ» (٤).
٤ ـ ونقرأ في حديث آخر عن هذا الإمام عليهالسلام أنّه قال : «إِنَّ أَفضَلَ أَخلاقِ الرَّجالِ الحِلمُ» (٥).
٥ ـ وفي حديث شيّق عن النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «إِنَّ المُؤمِنَ لَيُدرِكَ بِالحِلمِ واللِّينِ دَرَجَةَ العابِدِ المُتَهَجِّدِ» (٦).
وهذا تعبير في الحديث الشريف يبيّن بوضوح أنّ الحلم وضبط النفس يعدّ من العبادات المهمّة في دائرة القرب الإلهي.
__________________
١ ـ بحار الانوار ، ج ٧٤ ، ص ١٥٢ وورد مثلها مع تفاوت يسير في وسائل الشيعة ، ج ١١ ، ص ٢١١.
٢ ـ المصدر السابق ، ص ٢١٢.
٣ ـ غرر الحكم.
٤ ـ المصدر السابق.
٥ ـ المصدر السابق.
٦ ـ مستدرك الوسائل ، ج ١١ ، كتاب الجهاد ..