الحياة ، فانّ مثل هذه الحوادث لا تكون خارج اطار التوقع ، الحوادث التي أحدثت اهتزازاً في صرح قوى الاستكبار والظلم وجعلتهم يعيشون التخبّط والتشنّج لأيّام وشهور عديدة.
ألم يحن الوقت الذي ينكشف لنا أنّ العالم المادي قد وصل إلى طريق مسدود ، ولا بدّ له من العودة إلى أجواء المعنويات والأخلاق الإنسانية ليتسنى لها تجميد عناصر الارهاب من جهة ، واشاعة أجواء الحب والودّ والصفاء من جهة اخرى.
إنّ التغافل عن الواقعيات لا يؤدّي إلى زوالها ، فما دامت أشكال الظلم والجور والعدوان والأنانية موجودة في العالم ، فلا بدّ أن نتوقع حدوث مثل هذه الوقائع بل أشدّ منها.
إنّ الحديث في هذا المجال واسع وكثير التفاصيل والتحاليل لا يسعنا استعراضها في هذه المقدمة القصيرة ، والغرض هو الإشارة فقط إلى هذه المسألة لنعيش اليقظة ، ولنعلم جميعاً أنّ إصلاح الوضع الخطير في العالم المعاصر لا يجدي فيه القيام بعمليات انتقامية حيث تؤدّي إلى إلقاء الزيت على النار وتفضي إلى زيادة الهجمات الإرهابية ، ولإلقاء اللائمة على هذا وذاك.
لا بدّ أن يتحمل الجميع مسؤوليتهم ويتحركوا من موقع الإذعان لمباديء الأخلاق الإنسانية ولزوم تجسيدها في حياة الفرد والمجتمع لنيل الحياة السعيدة والمفعمة بالأمن والتقدم.
ومن هنا نمدّ أيدينا إلى الباري تعالى ونبتهل إليه ونشكره لتوفيقه لإتمام الجزء الثالث والأخير لكتاب «الأخلاق في القرآن» حيث يمكننا أن نخاطب البشرية من هذا الموقع ونقول :
* هذه هي أخلاقنا الإسلامية!
* هذه هي طريقة حياتنا ومعالم مسيرتنا!
* هذا هو دستور النجاة من الأزمات والمشاكل!
|
قم / الحوزة العلمية ناصر مكارم الشيرازي ١٣٨٠ ه ش |