ومعارفه فإن المؤمن أكرم على الله مما يظنون» (١).
وروى في «المجمع» عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ما يقرب منه (٢).
ومن جميع ما مر يظهر معنى قول مولانا الصادق عليهالسلام على ما رواه في «المجمع» قال : «الرحمن اسم خاص بصفة عامة والرحيم اسم عام بصفة خاصة» (٣).
وفي بعض النسخ اللام عوض الباء.
وعلى كل حال ، فالمعنى أنّ الرحمن اسم خاص بالله سبحانه لا يطلق على غيره حسب ما مر ، وإطلاقه عليه إنما هو باعتبار صفة عامة يعم الخلق جميعا : البر منهم والفاجر ، والباطن منهم والظاهر ، لأنه يشملهم في مقام التكوين بعد التمكين وفي رتبة جريان الماء على الطين (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ) (٤).
وأن الرحيم اسم عام يطلق عليه وعلى غيره ، لكن باعتبار تعدد المعنى لا اتحاده حسبما سمعت ، وإطلاقه عليه سبحانه باعتبار معنى خاص يشمل المؤمنين خاصة.
نعم ، ربما يقال : إنّ الرحمن هو معطي الرحمة والخير والبركة والرزق والحياة في الدنيا والرحيم هو معطي النور والكرامة والمغفرة والثواب في الآخرة فخصوا الرحمة الدنيوية فضلا كانت أو عدلا باسم الرحمن ، والأخروية من الصنفين جميعا
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٩٢ / ٢٤٠ ـ ٢٥٧ ، ح ٤٨ عن التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليهالسلام.
(٢) مجمع البيان : ج ١ / ٢١.
(٣) المجمع : ج ١ / ٢١.
(٤) الملك : ٣٠.