وآله محمد» (١).
فهم مظاهر الاسم ، بل هو الاسم الأعظم ، والنور الأقدم.
ثم إنك قد سمعت أنّ الألف إشارة إلى الذات الأحدية الحقة ، والهاء دالّة على مرتبة الألوهية التي هي الذات المستجمعة لصفات الكمال والجلال ، وهي مدلولة هذا الاسم الشريف فيصير الباقي بعد وضع الطرفين (لا) وفيه إشارة إلى أنه هو الأول والآخر والظاهر والباطن ، وأن لا شيء في الوجود بحقيقة الشيئية إلّا هو سبحانه ، فكلمة لا إله إلا الله هي تفصيل ما أجمل في هذه اللفظة لدلالتها على نفي الاعتبار ، وإثبات الواحد القهار ، وهذا بحسب المعنى ، بل هي كذلك بحسب اللفظ أيضا ، فإن حروف الكلمة هي تكرار حروف اللفظة من غير زيادة.
أيقاظ واستيفاق في تحقيق الاشتقاق
قد مرّ الكلام في اشتقاق لفظ الجلالة ، وبقي الكلام في أقسام الاشتقاق ، وأحكامه ولا علينا أن نشير إلى نبذة يسيرة من القول فيه ، تكون أصلا لما يأتي فنقول : الاشتقاق على قسمين : لفظي ومعنوي ، فاللفظي اقتطاع فرع من أصل يدور في تصاريفه على حروف ذلك الأصل لو لا المقتضي لتغير بعضها بحذف أو نقل أو قلب ، وأقسامه خمسة عشر قسما : فإنه إمّا بزيادة أو بالنقصان أو بهما معا ، وكل من الأوّلين ، إما في الحرف ، أو في الحركة ، أو فيهما معا فهذه ستّة ويحصل من الثالث تسعة أقسام : لأن الزيادة مع النقصان إما أن يقعا في الحركة فقط ، أو في الحرف فقط ، أو فيهما معا.
فالذي في الحركة نقصانها مع زيادتها ، نقصانها مع زيادة الحرف ، نقصانها مع
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٩٢ / ٢٣١ ، ح ١٢ ، عن التوحيد والمعاني.