الفصل الثالث
في معنى كلمة «رب»
اعلم أن الربّ في الأصل إما مصدر من ربّه يربه ربا بمعنى التربية ، بل يقال : إنّ التربيّة كان في الأصل مضاعفا خفّف بتبديل الباء الثاني ياء كما في التمطي والتظني ، فإن أصلهما التمطط والتظنن ، ويستعمل أيضا بمعنى الإصلاح ، والجمع والزيادة واللزوم ، والإقامة والتطبب ، والملك ، كما يظهر من «القاموس» ، فالوصف به حينئذ للمبالغة على حد قولك : زيد صوم ، وعمرو عدل.
وأما اسم من قولك : رب يرب فهو رب كبّر من بر يبر وأصله بار.
وإما صفة مشبهة منه كنّم ينمّ فهو نمّ ، قيل : والمصدر حينئذ الربابة.
لكن في «القاموس» الرب باللام لا يطلق لغير الله عزوجل ، وقد يخفف والاسم الربابة بالكسر والربوبية بالضم ، وعلى ربوبي بالفتح نسبة إلى الرب على غير قياس ، وربّ كل شيء مالكه ومستحقّه أو صاحبه ، والجمع أرباب وربوب والرباني المتأله العارف بالله عزوجل.
وفي «توحيد الصدوق» : الرب المالك وكل من ملك شيئا فهو ربّه ، ومنه قوله عزوجل : (ارْجِعْ إِلى رَبِّكَ) (١) أي إلى سيدك ومليكك ، وقال قائل يوم حنين : لئن
__________________
(١) يوسف : ٥٠.