البسملة لكثرة الاستعمال.
ومن الخليل (١) : التعليل بأن الهمزة إنّما أدخلت في بسم الله بسبب تعذر الابتداء بالساكن ، وهو السين ، فلما دخلت الباء على الاسم نابت عن الألف ، فسقطت في الخط ، ولم تسقط من قوله : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) لأن الباء لا تنوب منه فيه دون البسملة.
وهو كما ترى ، قيل : وطولّت الباء عوضا عنه.
وقيل : لأنها مبدء كتاب الله فابتداؤه بصورة التفخيم تعظيما له ، واطرد ذلك في بقية السور.
ثم الحذف مختص عند الفراء (٢) بالله ، وبالباء ، فلا تحذف في غيره كاسم ربك ، ولا في غير الباء من حروف الجر نحو ليس اسم كاسم الله.
وعن الأخفش (٣) أنه لا يختص باسم الله بل يجري في غيره كبسم الرحمن وبسم الخالق.
لكن الجمهور على خلافه وكذا نقصوا الألف من اسم الله والرحمن مطلقا سواء كان في البسملة أو لا لكثرتهما في الكلام.
إشارة لأهل البشارة
اعلم أن الألف أوّل الحروف ظهورا ووجودا ، وله حكم السريان والانبساط
__________________
(١) هو الخليل بن أحمد الأزدي البصري العروضي ، توفي سنة (١٧٥) ه أو قبلها أو بعدها. ـ العبر : ج ١ / ٢٦٨.
(٢) هو يحيى بن زياد الأسلمي الكوفي النحوي ، توفي سنة (٣٠٧) ه. العبر : ج ١ / ٣٥٤.
(٣) هو سعيد بن مسعدة البلخي البصري المعروف بالأخفش الأوسط ، توفي سنة (٢١٥) ه. الأعلام : ج ٣ / ١٥٤.