تنبيه
لا يخفى عليك أن المقصود الأصلي في المقام من نقل الأخبار المتقدمة إنما هو التنبيه على كثرة العوالم وتعددها ووسعتها ، وجميع ما سمعت في الأخبار المتقدمة إنما هو فيما وراء هذه العالم الجسماني الناسوتي وأما هذا العالم بما فيه من الأرواح القدسية والإنسية والأجسام الفلكية العنصرية البسيطة والمركبة والمواليد الثلاثة فلا يخفى عليك ما فيه من الوسعة ، ولعلك تسمع فيما يأتي في الآيات المتعلقة بخلق السموات والأرض كلاما مشبعا في ذلك ، وكفاك للدلالة على السعة المكانية ملاحظة خبر زينب العطارة المروي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم المستغني لشهرته عن الذكر (١).
وغيره من الأخبار الكثيرة التي منها ما روي عن مولانا السجاد عليهالسلام أن لله ملكا يقال له : حزوقائيل ، له ثمانية عشر ألف جناح ما بين الجناح إلى الجناح خمسمائة عام فخطر له خاطر : هل فوق العرش شيء فزاد الله مثلها أجنحة أخرى فكانت له ست وثلاثون ألف جناح ما بين الجناح والجناح خمسمائة عام ، ثم أوحى الله إليه : أيها الملك طر! فطار مقدار عشرين ألف عام لم ينل رأسه قائمة من قوائم العرش ، ثم ضاعف الله له في الجناح والقوة وأمره أن يطير فطار مقدار ثلاثين ألف عام لم ينل أيضا ، فأوحى الله : أيها الملك! لو طرت إلى نفخ الصور مع أجنحتك وقوتك لم تبلغ إلى ساق عرشي ، فقال الملك : سبحان ربي الأعلى ، فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : اجعلوها في سجودكم» (٢). ويدل على السعة الزمانية أيضا أخبار كثيرة.
__________________
(١) الكافي : ج ٨ / ١٥٣ ، و «التوحيد» : ص ١٩٩ ، وعنهما «البحار» : ج ٦٠ / ٨٣ ـ ٨٥ ، ح ١٠.
(٢) تفسير نور الثقلين : ج ٥ / ٥٥٤ ، ح ١٣ ، عن «روضة الواعظين».