عندهم من موافاة الشّمس دائرة نصف النّهار إلى موافاتها إيّاه في نهار الغد ، فجعلوا المبدأ النّصف الظّاهر من الدّائرة وبنوا عليه حسابهم في زيجاتهم وتقاويمهم ، وذلك لوجوه يظهر لمن مارس حسابهم وانس بصناعتهم ، نعم آثر بعضهم النصف الخفيّ للبداية فجعلوا المبدأ نصف اللّيل ، فصار حاصل الأقوال في تعيين المبدأ أربعة ، وأمّا الوسطى فهو مقدار دورة من المعدّل مع مطالع قوس تقطعه الشّمس بالسير الوسطى ، ولأجل الاختلاف بين الحركة الوسطية والحركة التقويميّة يختلف الأيّام بالمعنيين اختلافا يسيرا يحسّ به بعد اجتماعه في أيّام كثيرة حسب ما فصّل في موضعه ، ولا يهمّنا التّعرض له في المقام ، نعم ينبغي أن يعلم أنّ هذا المعنى لليوم وهو إطلاقه على مجموع اللّيل والنّهار أى دورة واحدة للشمس من دون اعتبار خصوص وضع من الأوضاع من طلوع أو غروب في المبدأ من المعاني العرفيّة المشهورة يبنى عليها كثير من إطلاقاتهم بل لعلّه المنساق منها إذا لم يقابل بها اللّيالى سيّما إذا كانت بصيغة الجمع أو التثنية ، وهذا المعنى مع كونه مصرّحا به في كلام جمع من الأساطين يبنى عليه والمواعيد ، والآجال العرفيّة ، بل الشرعيّة أيضا.
معترضة استطراديّة في مسألة فقهيّة
قد ورد في أخبار أهل البيت عليهمالسلام إطلاق الأيّام وقد أنيط بها كثير من الأحكام كخيار الحيوان المحدود بثلثة أيّام ، وخيار التّأخير ، وقصد إقامة عشرة ايّام ، واقامة الثّلثين من دون قصد ، وأيّام العدد ، والاستبراء ، وأجل الدّين ، والسّلم ، ومدّة الإجارة ، إلى غير ذلك.
والأظهر في جميع ذلك تلفيق المنكسر والابتداء من حين السّبب إلى تمام العدد ولو مع التّلفيق فيدخل اللّيالى في مفهوم الأيّام اسما وحكما ، فلو اشترى