العرف العامّ عليه أيضا بحيث يحمل عليه الإطلاق في مثل النذر ، وشبهه ، وفي الإجارة ، وغيرها على تأمّل في بعضها بالنّسبة إلى بعض الأعمال الّتي يقضى العرف والعادة استقرارا أو غلبة بوقوعه في النّهار النجومى.
ثالثها : مجموع اللّيل والنّهار وهذا الإطلاق شايع عند المنجّمين بل قال العلّامة الشيرازي : انّه يراد به اليوم بليلته حيث أطلق وينقسم عندهم إلى حقيقىّ ووسطى فالحقيقيّ هو الزّمان المتخلّل بين مفارقة مركز الشّمس نصف عظيمة يتوهّم ثابتا كأحد نصفى دائرة الأفق أو أحد نصفى دائرة نصف النّهار وبين عوده إلى ذلك الموضع بعد دورة تامّة بالحركة الاولى وهي دورة تامّة للمعدّل مع قوس تقطعها الشّمس بحركتها الخاصّة إلى أن تعود إلى موضعها الأوّل والتّرديد في نصف العظيمة بين الدائرتين إنّما هو للاختلاف في تعيين المبدأ ، مع اتّحاد الجميع في المقدار فإنّ كلّ واحد من العظام أفق بالقوّة بل أفق حقيقىّ لمسكن من المساكن ، فمبدأ اليوم بليلته عند العرب غروب الشّمس من أفق البلد إلى غروبها من الغد لأنّ مبادئ شهورهم من الهلال ورؤيته بعد الغروب غالبا ، أو لأنّ الظّلمة أصل في الرّتبة مقدّم بالطّبع ولذا قدّمه في قوله : (وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ) (١) والنّور طار عليه ، والابتداء بالأصل المقدّم بالطبع أولى ، ولذا جرت عادتهم بتقديم اللّيالى على الأيّام إذا نسبوها إلى أسماء الأسابيع أو عدد أيّام الشّهور.
وعند الروم والفرس ومن وافقهم طلوع الشّمس من أفق المشرق إلى طلوعها منه بالغد إذ شهورهم حسابيّة غير متعلّق بشيء من الكواكب فرجّحوا النّور على الظّلمة تفضيلا للوجود على العدم.
وأمّا المنجّمون وأهل الحساب سيّما المغاربة وأهل الأوساط فاليوم بليلته
__________________
(١) الأنعام : ١.