إيراد كلام لدفع أوهام
وكانّي بصائل يصول ويقول هذه كلّها من مقالات الغالين المنحرفين عن الدين المبين ، الهالكين في مولينا أمير المؤمنين عليهالسلام كما قال عليهالسلام : قد هلك فيّ رجلان محبّ غال ومبغض قال (١).
وذلك لأن هذه كلها شؤون الربوبيّة وخواصّ الألوهيّة ، وكيف ينسب تدبير نظام العالم إلى المستحدث من النّسم ، والموجود بعد العدم ، الذي ليس له حظّ من القدم ، وهل هذا إلّا الشرك في خلّاق العالم ، أول القول بالتفويض الّذي اطبق على عناده كافّة الأمم.
والاخبار الدالّة على إثبات بعض هذه الشؤون لهم يجب إطراحها أو تأويلها لشذوذها في نفسها ، وضعف أسانيد أكثرها ، ومخالفتها للأخبار الصحيحة الصّريحة المعتبرة ، بل للآيات المحكمة القرآنية.
كقوله : (هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) (٢).
وقوله : (هذا خَلْقُ اللهِ فَأَرُونِي ما ذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ) (٣).
وقوله : (اللهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ) (٤).
وقوله : (اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ
__________________
(١) في بحار الأنوار : ج ٢٥ / ٢٨٥ عن المناقب ج ١ ص ٢٢٧ : يهلك في اثنان : محب غال ، ومبغض قال.
(٢) فاطر : ٣.
(٣) لقمان : ١١.
(٤) العنكبوت : ٦٠.