برحمته منه وفضل» (١).
ويشمل الكافر أيضا من جهة إدرار الرزق ، ودفع البلاء ونحوه ، إلا أنه مع كونه بتبعية المؤمنين لأنفسهم وإصلاح معاشهم إمهال واستدراج لهم.
(وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) (٢).
فقد تبيّن مما مرّ أنّ الفرق بين الاسمين باعتبار الشمول والعدل لا الدنيا والآخرة.
إيراد مقال لدفع إشكال
ربما يورد على ما ذكرناه من انقسام الرحمة إلى القسمين وأنّ الرحمانية هي العامة الواسعة التي يشترك فيها الموافق والمنافق إشكال حاصله أنه ورد في الدعاء : «اللهمّ إنّك قلت وقولك الحق : (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) (٣) وأنا شيء فلتسعني رحمتك يا أرحم الراحمين» (٤).
ومن البيّن أنّ الرّحمة المسؤولة هي الفضل الذي بيد الله ، يؤتيه من يشاء (قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا) (٥).
وهو الرحمة الرحيمية الإيمانية المشار إليها بقوله : (يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٢ / ٢٨٠ ، وعنه البحار : ج ٧ / ١١.
(٢) آل عمران : ١٧٨.
(٣) الأعراف : ١٥٦.
(٤) مصباح المتهجد : ص ٢٥٠ ، وعنه البحار : ج ٩٠ / ٨.
(٥) يونس : ٥٨.