بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد
وآله الطيبين الطاهرين
سورة الفاتحة
السورة في الأصل منقولة من سور المدينة ، إلّا أنّها تجمع على سور بالسكون ، وسورة القرآن على سور بالفتح ، سميت لإحاطتها بطائفة من القرآن إحاطة سورة المدينة بها ، كذا قيل (١).
__________________
(١) قال الزبيدي في «تاج العروس» ج ١٢ / ١٠٢ ط الكويت : قال المصنف «صاحب القاموس» في «البصائر» : وقيل سميت سورة القرآن تشبيها بسور المدينة ، لكونها محيطة بآيات وأحكام ، إحاطة السور بالمدينة.
وقال العلامة المحقق المصطفوي في «التحقيق في كلمات القرآن الكريم» ج ٥ / ٢٩٩ :
التحقيق أن الأصل الواحد في هذه المادة (س ور) هو هيجان مع اعتلاء ورفعة وهذا المعنى يختلف خصوصية باختلاف المصاديق ، يقال : سار غضبه إذا هاج وظهر واعتلى أثره ، وسارت الحية إذا هاجت وحملت على شخص ، وسار البناء إذا اعتلى وارتفعت مراتبه وطبقاته من دون انتظار.
وهذه المناسبة يطلق السور على جدار عظيم وسد يمنع عن المخالف ، وبهذه المناسبة أيضا تسمى سور القرآن كل واحدة منها سورة ، فإن كل سورة منها كالسور يسد به ويدفع المخالفون كما قال تعالى : (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ) ٢ / ٢٣.