بهم والانخراط في زمرتهم إيثارا لموافقتهم ومرافقتهم ، ولذا ندب سبحانه إلى طاعته وطاعة رسوله موافقة أوليائه في قوله : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) (١).
نعم قرء شاذا صراط من أنعمت عليهم ونسبه في الكشّاف إلى عبد الله بن مسعود ، بل رواه مرسلا شيخ الطائفة في «البيان» والطبرسي في «مجمع البيان» (٢) عن أهل البيت عليهمالسلام لكنه لا ريب في شذوذه وعدم ثبوته لهذه الرواية المرسلة الّتي لا جابر لها ، مضافا إلى أنّ الموجود في تفسير الامام عليهالسلام بل وفي غيره من الأخبار المشتملة على تفسير هذه المباركة والآية الشريفة هو القراءة المشهورة ، هذا مضافا إلى أنّه نسب في «التبيان» وفي «مجمع البيان» هذه القراءة الشاذة إلى شاذّ من الناس كالثاني والزبيري ومن البيّن أنّ الرشد في خلافهما.
نعم روى القمي في تفسيره عن أبيه ، عن حمّاد ، عن حريز ، عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه قرأ صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين (٣).
ولعل الأولى حمله على التقيّة لما سمعت.
بسط في الكلام لبيان معنى الإنعام
الإنعام إفعال من النعمة بمعنى إعطائها وإيصالها ، وهي بالكسر وإن قيل : إنّها مأخوذة من النعمة بالفتح بمعنى اللين ، ومنها النعومة في البدن ، والنعامى بالضم ريح
__________________
(١) النساء : ٦٩.
(٢) في مجمع البيان ج ١ ص ٢٨ قرأ : «صراط من أنعمت عليهم» عمر بن الخطاب وعمرو بن عبد الله الزبيري ، وروى ذلك عن أهل البيت عليهمالسلام.
(٣) تفسير القمي ج ١ ص ٢٩.