وقال لأمته : قولوا أنتم : الحمد لله رب العالمين على ما اختصنا به من هذه الفضائل» (١).
تبصرة
ربما يقال : إن الربّ هو الاسم الأعظم نظرا إلى اختصاصه من بين الأسماء بجواز إطلاق مقلوبه على الله سبحانه ، إذ «البر» أيضا من أسماءه الحسنى (إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ) (٢).
وكأنه مع ملاحظة الاختلاف في التخفيف والتشديد أيضا بالنسبة إلى الحرفين.
بل ربما يحكى ذلك عن الخضر النبي على نبينا وآله وعليهالسلام مؤيدا بإشراق أشعة أنوار التوحيد منه في البداية والنهاية كما في الآيتين (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى) (٣) ، (وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى) (٤) ويجعله في الأولى إقرارا بالتوحيد بمنزلة لا إله إلا الله ، ولذا ذكر كلمتي الرحمن والرحيم في الفاتحة بعد هذا الاسم ، وفي البسملة بعد لفظة الجلالة تنبيها على أنه بمنزلته.
وبأنه أوقع في القرآن كثيرا حتى أنه لم يذكر بعد لفظة الجلالة شيء من الأسماء بكثرته (٥) وهو مذكور في أربع وتسعين من السور.
__________________
(١) تفسير الإمام العسكري عليهالسلام : ص ١١ ـ ١٢. عيون الأخبار : ص ١٥٦ ـ ١٥٨ ، وعنهما بحار الأنوار : ج ٢٦ ، ص ٢٧٤ ـ ٢٧٧ ، ح ١٧.
(٢) الطور : ٢٨.
(٣) الأعراف : ١٧٢.
(٤) النجم : ٤٢.
(٥) هذا الاسم الشريف ذكر في القرآن (نحو ٩٦٩) مرة.