غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ
وصل
وحيث قد سمعت أنّ الاستقامة يلزمها طرفان نوعيّان محصوران بكثرة أفرادهما في القصور والتقصير أراد سبحانه بعد التلويح به بوصف الصّراط بالاستقامة التصريح ببيان أحوال الفرق الثلاث واعدادها فإنّ الأشياء تعرف بأضدادها فجعل المسئول المأمول صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيّين والصّديقين والشهداء والصالحين.
(غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) بالتقصير والتفريط في ولاية أوليائه حتى ألحقوا بتهودهم ورجوعهم إلى الجاهلية الاولى وإتّباعهم لعجل الامّة وسامريّها بمن لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت فإنّ المسخ الباطني غير منسوخ في هذه الامّة.
(وَلَا الضَّالِّينَ) الذين أفرطوا وغلوا في حبّهم وطاعتهم حتّى اتّبعوا بغلوّهم أهواء النصارى الّذين قد ضلّوا من قبل وأضلّوا كثيرا وضلّوا عن سواء السبيل.
ولذا فسّر في بعض الأخبار باليهود والنصارى ، وفي بعضها بالغلاة والقلاة : وفي ثالث تنزيل كلّ من الوصفين على كلّ من الفريقين ، بل جميع الفرق المنحرفة كما في «تفسير الامام عليهالسلام» عن مولينا أمير المؤمنين عليهالسلام : إنّ الله أمر عباده أن يسألوه طريق المنعم عليهم ، وهم النبيّون والصّديقون والشهداء.
وأن يستعيذوا به من طريق المغضوب عليهم ، وهم اليهود الّذين قال الله تعالى