القوسين والوقوف على التطنجين.
ولذا ورد في القدسيّات على ما مرّ : لولاك لما خلقت الأفلاك ، ولو لا علىّ لما خلقتك (١) ، وإمّا للتعبير به عن هداية أمّته ، حيث إنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم تحمّل ذنوب أمّته عنهم ليغفر له الله ما تقدّم من ذنب أمّته وما تأخر ، كما ورد عن الإمام عليهالسلام في تفسير صدر الآية.
ثمّ إنّه يظهر لك ممّا مرّ أنّ تفسير المنعم عليهم بخصوص المتقين أو السالكين ، أو التائبين ، أو المشتاقين ، أو المنقطعين إليه سبحانه ، أو الفانين عن هويّات وجوداتهم وذواتهم فيه به له ، إلى غير ذلك من المقامات الّتي لا تدركها العقول ، ولا تنالها الأوهام إلّا بعد الوصول تخصيص من غير مخصّص بعد اشتراك الجميع في الهداية والاستقامة ، وإن اختلفت في مراتب الفضل والكرامة ، فإنّ هذه كلّها كالفروع والجزئيّات لما ذكرناه من الولاية التي هي الأصل المحتوي على جميع ذلك وعلى غيره ممّا لم يذكر في المقام ، ولم تجربها الأقلام ، بل لم تخطر على الأوهام.
وأمّا تعيين الفرقة المنعم عليهم من بين فرق الإسلام فقد لوّحنا لك أنّه الفرقة الناجية الإماميّة الاثنى عشرية ، وستسمع تمام الكلام في إقامة البرهان من طريق العقل والنقل على أنّهم هم المخصوصون بالهداية والعناية والكرامة والاستقامة من بين الفرق الاسلاميّة الذين أضافوا إليهم اسمه وأضاعوا رسمه ، وهم بضع وسبعون فرقة كلّهم في النار فضلا عن غيرهم من فرق الكفار ، ولانحرافهم بالغلوّ والإلحاد عن الصراط المستقيم الذي هو الإقتصاد في الأقوال والأفعال والإعتقاد فيمن سمّاهم الله تعالى بالمنذر والهاد.
__________________
(١) بحار الأنوار ج ١٥ ص ٢٨ ح ٥ ـ وج ٥٧ ص ٩٩ ح ٣ والجملة الثانية ليست موجودة فيه.