[السورة في الاصطلاح]
وعلى كل حال فالمراد بها شرعا ، لا متشرعا ، ولا عرفا عاما على الأظهر ، طائفة من القرآن مصدرة فيه بالبسملة أو براءة.
ونقض طرده بصدور السور ، فزيد : متصل آخرها فيه بإحديهما ، فنقض عكسه بالسورة الأخيرة من القرآن ، لعدم اتصالها بغيرها ، فزيد : أو غير متصل فيه بشيء منه.
واعترض عليه شيخنا البهائي قدسسره (١) بانتفاض طرده ببعض سورة النمل وبسورتين فصاعدا.
__________________
قلت : وكأنّ أبا الهيثم جعل السورة من السور القرآن من أسأرت سؤرا ، أي أفضلت فضلا ، إلّا أنها لما كثرت في الكلام وفي القرآن ترك فيها الهمز كما ترك في الملك (وأصله ملأك).
(١) الشيخ بهاء الدين العاملي : محمد بن الحسين بن عبد الصمد الحارثي من مفاخر الإمامية ولد ببعلبك سنة (٩٥٣) ه وتوفي سنة (١٠٣١) ه وقبره بالمشهد الرضوي سلام الله وصلواته على مشرفها معروف ، له كتب قيمة منها «العروة الوثقى» في تفسير الفاتحة.
وقال فيها ص ٣ : اختلفوا في رسمها (أي السورة) فقيل : طائفة من القرآن مصدرة فيه بالبسملة أو برائة ، فأورد على طرده الآية الأولى من كل سورة ، فزيد «متصل آخرها فيه بإحديهما ، فأورد على عكسه سورة الناس ، فزيد عليه : «أو غير متصل فيه بشيء منه» فاستقام ، كذا قيل.
ولعله مع هذا عن الاستقامة بمعزل ، لورود بعض سورة النمل أعني أوائلها المتصلة بالبسملة آخرها ، وأواخرها المتصل بها أولها.
وقيل : طائفة من القرآن مترجمة بترجمة خاصة ، ونقض طرده بآية الكرسي. ورد بأن المراد بالترجمة الاسم ، وتلك إضافة محضة لم تبلغ حد التسمية.
وأنت خبير بأن القول ببلوغ سورتي الإسراء والكهف مثلا حد التسمية دون آية الكرسي لا يخلو من التعسف ، والأولى أن يراد بالترجمة ما يكتب في العنوان ، فالمراد به ما جرت العادة برسمه في المصحف المجيد عند أول تلك الطائفة من لقبها وعدد آياتها ونسبتها إلى أحد الحرمين الشريفين فيسلم الطرد.