الإستيعاب والاستقصاء مضافا إلى إفادته الدوام والثبات ، وعدم تقيّده بواحد من الأزمنة مطلقا ، بناء على عدم ثبوت المحامد الذاتية والفعلية له سبحانه قبل خلق الزمان والمكان ، فإنهما من أنزل مراتب الأكوان والإمكان.
وهذه الفوائد لا تستفاد من المصدر المنكّر إذ المرفوع منه يدل على ثبوت الفرد الواحد المنتشر على البدلية ، والمنصوب منه مفعول مطلق لفعل محذوف لا يكاد يستعمل معه كقولك سقيا ورعيا ، وهو مع إفادته للفرد لكونه مفعولا مطلقا نوعيا ، لا توكيديا لكون مدلوله معرفا باللام زايدا على مدلول الفعل ، ولا عدديا لانتفاء ما يدلّ عليه يدلّ على التجدد والحدوث والتقيد بشيء من الأزمنة خاصة.
ولهذه الجملة لم يأت بالجملة الفعلية أيضا ، فإنها تدلّ على ثبوت حمد خاصّ عن حامد واحد في واحد من الأزمنة ، وأين هذا ممّا سمعت من ثبوت المحامد كلها من جميع الحامدين له سبحانه على سبيل الدوام والاستقرار والثبوت.
اشارة الى معنى الالف واللام في الحمد
اعلم أنّ الألف واللام في قوله (الحمد لله) يمكن أن يكون للإشارة إلى الطبيعة الجنسية فإن هذه الطبيعة لا يستحقه بحقيقة الاستحقاق إلا الله لاختصاصه به ، أو لكونه ملكا له ، وللحقيقة المتقررة لما مر ، وللعهد الذهني ومعناه على ما قيل الإشارة إلى ما يعرفه كل أحد من أن الحمد ما هو.
بل في بعض حواشي «الكشاف» : أن تعريف الحقيقة راجع إلى تعريف العهد الذهني كما عليه المحققون نظرا إلى أن اللفظ الدال على الماهية من غير نظر إلى وحدة وكثرة واستغراق وعدمه وتعين وإبهام ذهنا أو خارجا وإن لم يخل عن أحدها هو المطلق ، والدال عليها باعتبار تعينها ذهنا بنفسه علم الجنس ، وبأداة التعريف هو