الناطق والنبأ الصادق : (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوها) (١)» (٢).
وإنما ذكره بطوله لما فيه من الشهادة بجميع أعضائه وجوارحه وظاهره وباطنه على قصوره من أداء شكر نعمة واحدة من نعمه سبحانه ، فإذا كان مولانا سيد الشهداء روحي له الفداء عاجزا عن ذلك ، فما ظنّك بغيره!
بل غاية المطلوب منّا إنما هو الاعتراف بالعجز والقصور ، بل التفاوت في الدرجات واختلاف مراتب الممكنات إنما هو بحسب اختلاف معرفتهم وتصديقهم بالعجز عن ذلك واعترافهم بذلك وهو التحقق بمقام العبودية والإذعان بالعجز عن إحصاء شؤون الربوبية.
درّة بيضا في حقيقة اللواء
اعلم أن اللواء بالهمزة واللواي واللواية بالياء بدون الهاء ومعها ، بمعنى العلم بالفتحتين أو العلم الكبير.
وقد تظافرت الأخبار بل تواترت بأنه أعطي نبينا محمد صلىاللهعليهوآله لواء الحمد وهو حامله.
وفي أكثر الأخبار أنّ حامله مولانا أمير المؤمنين وأن آدم ومن دونه من الأنبياء والمرسلين تحت هذا اللواء.
ولم أر لأحد من العلماء الأعلام رفع الله قدرهم في دار السّلام كلاما في هذا المرام ، فلا بأس بالإشارة إلى بعض الأخبار في المقام ثم التعرض لبعض المقاصد التي يصل إليها أكثر الأفهام ، فإنه ليس كل ما يعلم يقال ، ولا كل ما يقال حضر له
__________________
(١) إبراهيم : ٣٤.
(٢) بحار الأنوار : ج ٩٨ / ٢١٨.