ومعنى المضارعة أن تشرب الصاد شيئا من صوت الزاى فتصير بين بين ، اى تصير حرفا مخرجه بين مخرج الصاد ومخرج الزاى كيلا يذهب ما يختصّ بكل منهما بالكليّة.
بل أبدلها بعضهم بالزاي الخالصة ، بل في «عين المعاني» أنّ هذه الحروف الثلاثة يتبدل كلّ منهما من غيرها ، فيقال في سقر : صقر وزقر.
وأنّ الصاد لغة قريش ، والسين لبني قيس ، والزاى لبني عذرة.
ولعلّه لهذا قال في الكشّاف : إنّ فصحاهنّ إخلاص الصاد ، وهي لغة قريش وذلك أنّ قريشا فصحاء العرب ، مع أنّ المكتوب في المصاحف ، بل المأثور في أخبار أهل البيت عليهمالسلام إنّما هو الصاد.
ولعلّ في انتقال بداية الصراط من حضيض التسفّل والرخاوة الى أوج قوّة الاستعلاء الّتي للصاد اشارة الى أنّ اتصال الضعيف بالقوى وسلوكه في الصراط المستقيم للتوصّل إليه موجب لقوّته وخروجه من حضيض ضعفه وطبيعته إلى أوج شرف القدس والتشرف.
دراية في معنى الهداية
اعلم أنّ الهدى والهداية ضدّ الضلال والضلالة ، ويستعمل في اللّغة لازما بمعنى الاهتداء والرشد كقوله : (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (١) ، ومتعدّيا بمعنى الإراءة أو الإيصال ، فيقابله الإضلال ، ويعدّى بنفسه ، وباللام ، وب إلى ، والفعل كضرب.
قال في القاموس : الهدى بضمّ الهاء وفتح الدال : الرشاد والدلالة ، هداه هدى
__________________
(١) سبأ : ٢٤.