وهديا وهداية وهدية بكسرهما : أرشده ، فتهدّى ، واهتدى.
والمستفاد منه كغيره اتحاد الهدى والهداية معنى إذا استعملا متعدّيين ، لكن قد يفرّق بينهما باختصاص الأوّل بإراءة طريق الدين خاصّة دون الثاني فإنه يعمّ إراءة كل طريق ، مضافا الى أنّه لا يستعمل الّا متعدّيا دون الهدى فإنّه قد يستعمل لازما أيضا.
والحقّ أنّه لا اختصاص لشيء منهما بشيء بشهادة اللغة والعرف تصريحا واستعمالا ، ولاتّحاد المادّة ، والغلبة غير معلومة لو لم تكن معلومة العدم ، كما أنّه لا اختصاص لهما بل لا اختصاص لمشتقّاتها أيضا بالدلالة الموصلة أو بالإيصال الى المطلوب ، ولا بالدلالة على ما يوصل ، وإن ذهب الى كلّ فريق ، بل فصّل ثالث أو رابع بأنّها إن تعدّت بنفسها كانت بمعنى الإيصال ولا يسند حينئذ إلّا الى الله كقوله : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ)(وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا) (١) ، وإن تعدّت باللام أو إلى كانت بمعنى اراءة الطريق ، فكما يسند حينئذ الى الله تعالى يسند أيضا الى القرآن وإلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كقوله تعالى : (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) (٢) ، إنّك لا تهدى من أحببت (٣).
وفيه : أنّه لا يختصّ المعنى باختصاص المورد ، سيّما بعد الاشتراك في المادّة ، ومنع الغلبة الموجبة للنقل ، ولذا قيل : إنّ أصله أن يعدي باللّام ، أو إلى فعومل في تعدّيه بنفسه معاملة لفظة (اختار) في قوله : (وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً) (٤).
__________________
(١) العنكبوت : ٦٩.
(٢) الإسراء : ٩.
(٣) القصص : ٥٦.
(٤) الأعراف : ١٥٥.