إِيَّاكَ نَعْبُدُ
فصل
ثمّ انّه لما ثبت لنفسه على لسان عبده الرّبوبيّة والرّحمة والملك بحيث لا يشاركه في شيء منها غيره بل قد انحصر أسباب الخوف والرّجاء فيه سبحانه بحيث ليس للعبد مطمع في غيره ولا له خوف إلّا منه مع أطباق العقول على ضرورة وجوب شكر المنعم وعبادته سيّما بعد كون المعاد إليه والجزاء من لديه المشعرين بامره وطلبه وإيجابه التفت من مقام الغيبة والحكاية إلى مشهد الحضور والعناية فصار ما هو الثّابت بالبرهان مشاهدا بالعيان فتعرض لنفحات القدس وتمكّن على سرير الأنس وتحلّى بحلية العبادة وتخلّى عن الاستعانة بغيره في الفوز بالسّعادة ، فقال بلسان عبيده تعليما لهم على وجه الاخبار والإنشاء (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ.)
وهذه هي الآية المتوسطة بين الرّب وبين عبده فانّ أوّل السّورة تحميد وتمجيد ومدحة لله سبحانه وآخرها دعاء ورغبة ورهبة وفي هذه الآية بيان انتساب العبد إلى ربّه وافتخاره به وافتقاره إليه ولذا جعلها واسطة بين تمجيده بأتم الصّفات ودعائه لأعظم المهمّات بل بين الإفاضة والاستفاضة.
اللّغة والقراءة
بحث نحوي في ايّاك
اختلفوا في إيّاك وأخواته من الضّمائر المنصوبة المنفصلة هل الضّمير منه إيّا