ومنها : «الكافية» ، إذ هي تكفى عمّا سويها ، ولا يكفى عنها ما سويها في خصوص الصلوة ، أو مطلقا على بعض الوجوه المتقدمة ، ويؤيّده النبوىّ المروي في «المجمع» عن عبادة بن الصامت (١) ، عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم انّه قال : «امّ القرآن عوض عن غيرها وليس غيرها عوضا عنها» (٢).
ومنها : «الصلوة» لقول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «قال الله تعالي : قسمت الصلوة بيني وبين عبد نصفينّ» الى آخر ما مرّ في تسميتها بأمّ الكتاب (٣) والمراد بها «الفاتحة» كما يظهر من تمام الخبر ، وان احتمل أيضا ارادة «الصلوة» باعتبار اشتمالها على «الفاتحة» ولان منزلتها في القرآن منزلة الصلوة في العبادات لجامعيتها واشتمالها على ما يشتمل عليه غيرهما.
ومنها : «الكنز» لما روى في العلوي «انّها نزلت من كنز تحت العرش» (٤).
ومنها غير ذلك من الأسماء الكثيرة التي قيل بإطلاقها عليها ولم نر لها كبعض ما مرّ أثرا في أخبارنا ، وان أمكن التقريب فيها ببعض الوجوه كالوافية
__________________
ابن عباس يقول : لكلّ شيء أساس ؛ وأساس الدنيا مكة ، لأنّها منها دحيت ، وأساس السموات عريبا وهي السماء السابعة ، وأساس الأرض عجيبا وهي الأرض السابعة السفلى ، وأساس الجنان جنّة عدن وهي سرّة الجنان عليها اسّست الجنة ، وأساس النار جهنم وهي الدركة السابعة السفلى عليها أسست الدركات ، وأساس الخلق آدم ، وأساس الأنبياء نوح ، وأساس بنى إسرائيل يعقوب ، وأساس الكتب القرآن ، وأساس القرآن الفاتحة وأساس الفاتحة بسم الله الرحمن الرحيم ، فاذا اعتللت أو اشتكيت فعليك بالفاتحة تشفى.
(١) عبادة بن الصامت ابو الوليد الخزرجي أحد النقباء ليلة العقبة ولي قضاء القدس ومات بالرملة أو ببيت المقدس سنة اربع وثلاثين (العبر ١ / ٣٥).
(٢) مجمع البيان ١ / ١٧.
(٣) في ص ٢١ من كتب الفريقين.
(٤) لم أظفر على مصدر له ـ وفي البحار ج ٨٥ ص ٢١ عن تفسير العياشي ج ١ ص ٢٢ : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّ الله تعالى منّ عليّ بفاتحة الكتاب من كنز الجنّة .... الخبر.