قامَ عَبْدُ اللهِ) (١) وتقديمه على الرسالة التي هي أشرف من كل شرف في الشهادة العامة «وأشهد أن محمدا عبده ورسوله».
بل وأولوية إطلاقه عليه أيضا كما يظهر من أخبار بدو كينونتهم (٢) ومن قوله تعالى : (قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) (٣) على أحد الوجوه في الآية.
وبالجملة قد ظهر من تضاعيف ما مر أنّ مطلق العبودية لها عرض عريض أعلاه العبودية المطلقة ، وحينئذ فما فقد من العبودية في شيء من المراتب النازلة من التشبه بالمبادي العالية والاتصاف بالحقائق الملكوتية وجد في الربوبية لأن المفقود من الأعدام الإمكانية والنقصانات الخلقية التي ينجبر بالاتّصاف بالأخلاق الإلهية والتشبه بالمبادي العالية القدسية.
وما خفي من الربوبية لغلبة أحكام الإمكان وظهور النقصان والخسران في الميزان أصيب في العبودية المطلقة بعد التحقق بحقيقتها حسب ما سمعت ، ولهذا استشهد الصادق عليهالسلام بعد ذلك قوله : (سَنُرِيهِمْ آياتِنا) (٤) إلى آخر الآية التي أشير في أولها إلى مطلق العبودية الحاصلة بالنظر إلى آياته الآفاقية والأنفسية وفي آخرها إلى العبودية المطلقة التي لا تحصل إلا بعد التحقق بالفناء الأصلي والشهود الكلي.
هذا ما أدى إليه النظر السقيم (وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٥).
__________________
(١) سورة الجن : ١٩.
(٢) راجع بحار الأنوار : ج ١٥ / ١ ـ ٢٦.
(٣) الزخرف : ٨١.
(٤) فصلت : ٥٣.
(٥) البقرة : ٢١٣.