ففي الكافي بالإسناد عن سليم بن قيس الهلالي عن مولينا أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه سئل أدنى ما يكون به العبد مؤمنا وأدنى ما يكون به العبد كافرا وأدنى ما يكون به العبد ضالّا فقال عليهالسلام قد سئلت فافهم (١) الجواب.
أمّا أدنى ما يكون به العبد مؤمنا أن يعرّفه الله تبارك وتعالى نفسه فيقرّ له بالطاعة ، ويعرّفه نبيّه فيقرّ له بالطاعة ويعرّفه إمامه وحجته في أرضه ، وشاهده على خلقه ، فيقرّ بالطاعة ، قلت : يا أمير المؤمنين وإن جهل جميع الأشياء إلّا (٢) ما وصفت؟ قال : نعم إذا أمر أطاع وإذا نهى انتهى.
وأدنى ما يكون به العبد كافرا من زعم أنّ شيئا نهى الله عنه أنّ الله أمر به ، ونصبه دينا يتولّى عليه ، ويزعم أنّه يعبد الذي أمره به وإنّما يعبد الشيطان.
وأدنى ما يكون به العبد ضالّا أن لا يعرف حجّة الله تبارك وتعالى وشاهده على عباده الذي أمر الله عزوجل بطاعته وفرض ولايته.
قلت : يا أمير المؤمنين صفهم لي فقال : الذين قرنهم الله عزوجل بنفسه ونبيّه فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (٣).
قلت : يا أمير المؤمنين جعلني الله فداك أوضح لي ، فقال : الذين قال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في خطبته يوم قبضه الله عزوجل اليه : إنّى قد تركت فيكم أمرين لن تضلّوا بعدي ما إن تمسّكتم بهما : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّ اللطيف الخبير قد عهد إليّ أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، وجمع بين مسبحتيه ولا أقول كهاتين وجمع بين المسبّحة والوسطى فسبق إحداهما الأخرى فتمسكوا بهما لا تزلّوا ولا تضلّوا ولا تقدّموهم فتضلّوا (٤).
__________________
(١) في البحار : فاسمع الجواب.
(٢) في البحار : غير ما وصفت.
(٣) المائدة : ٩٥.
(٤) الكافي ج ٢ ص ٤٠٤ ـ ٤٠٥ ح ١ ورواه المجلسي قدسسره في البحار عن كتاب سليم.