لزم التسلسل ، وإلا فلم لا يجوز مثله في البشر ، ولم اختص الشيطان بالاستعاذة منه.
والجواب من الأول : أن المسؤول هو ـ التوفيق للتحقق في مقام العبودية التي ينكشف معها فساد ووساوس الشيطان ، ولذا قال سبحانه : (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ) (١).
فإنهم دخلوا في حزب الرحمن ، فلا يؤثر فيهم تلك الوساوس ، فالمطلوب هو العصمة الحاصلة بالاعتصام والالتجاء إليه سبحانه.
ومن الثاني : أنه يريد ذلك إرادة عزيمة لا حتمية ، ولذا صحّ عندنا تكليف الكفار.
ومن الثالث : أنّ المراد بالشيطان هو كل ما يدعو إلى غيره سبحانه من الجن والإنس ، ولذا جعل عبادته في مقابلة عبادته سبحانه في قوله :
(أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ، وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ) (٢).
مع أنك لا تكاد ترى أحدا يزعم أنه يعبد الشيطان ، لأن جميع الأمم يتبرءون منه ، فدواعي الشرور من كل موجود منتهية إليه انتهاء فطريا أو فعليا.
__________________
(١) الحجر : ٤٢.
(٢) يس : ٦٠.