ليجزي الله ، وبالنون (١) ، أي لنجزي نحن (قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) [١٤] أي بأعمالهم في الآخرة.
(مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (١٥))
(مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ) أي فثوابه لها (وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها) أي فعوقبته عليها (ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) [١٥] جميعا فيجازي كلا بعمله من الإحسان والإساءة.
(وَلَقَدْ آتَيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (١٦))
(وَلَقَدْ آتَيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ) أي أولاد يعقوب (الْكِتابَ) وهو التورية والزبور والإنجيل (وَالْحُكْمَ) أي الحكم بالكتاب بين الناس أو العلم والفهم (وَالنُّبُوَّةَ) أي جعلنا النبوة فيهم وكان منهم ألف نبي في رواية (٢)(وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ) أي الحلالات الصرفة كالمن والسلوى من الرزق أو أورثناهم أموال فرعون وقومه (وَفَضَّلْناهُمْ عَلَى الْعالَمِينَ) [١٦] أي عالمي زمانهم بالإسلام.
(وَآتَيْناهُمْ بَيِّناتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (١٧))
(وَآتَيْناهُمْ بَيِّناتٍ) أي دلالات (مِنَ الْأَمْرِ) أي من (٣) أمر الدين من الحلال والحرام وبيان ما كان قبلهم (فَمَا اخْتَلَفُوا) في الدين أو في شأن محمد عليهالسلام وكفروا (إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ)(٤) بالدين وبمحمد عليهالسلام (بَغْياً) أي لبغي حدث (بَيْنَهُمْ) يعني حسدا وعداوة لمحمد عليهالسلام (إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي) أي يحكم بالعدل (٥)(بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) [١٧] أي في الدين والكتاب.
(ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْها وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (١٨))
(ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ) أي على مذهب وملة (مِنَ الْأَمْرِ) أي من (٦) أمر الدين من الفرائض والأحكام والحدود (فَاتَّبِعْها) أي أثبت عليها (وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) [١٨] أي لا يعترفون بالتوحيد وهم رؤساء قريش.
(إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئاً وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَاللهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (١٩))
قوله (٧)(إِنَّهُمْ) في معنى التعليل ، أي لأنهم (لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ) أي لا يمنعونك (مِنَ اللهِ) أي من عذابه (شَيْئاً وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ) بالنصرة في دينهم الباطل (وَاللهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ) [١٩] أي ناصر الموحدين المخلصين.
(هذا بَصائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (٢٠))
(هذا) أي القرآن وآياته (بَصائِرُ) أي معالم ودلائل كالبصائر في القلوب (لِلنَّاسِ) يتبصرون بها دينهم ما لهم وما عليهم (وَهُدىً) من الضلالة (وَرَحْمَةٌ) من العذاب (لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [٢٠] أي يصدقون بالكتاب والرسول وبالبعث.
(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ (٢١))
(أَمْ حَسِبَ) أي أظن (الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ) أي اكتسبوها (٨)(أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
__________________
(١) «ليجزي» : قرأ الشامي والأخوان وخلف بنون مفتوحة بعد اللام وكسر الزاي وفتح الياء ، والباقون ما عدا أبا جعفر بياء مفتوحة في مكان النون مع كسر الزاي وفتح الياء أيضا ، وقرأ أبو جعفر بياء مضمومة مع فتح الزاي وألف بعدها. البدور الزاهرة ، ٢٩٣.
(٢) في رواية ، و : ـ ح ي.
(٣) من ، ح : ـ وي.
(٤) أي ، + ح.
(٥) بالعدل ، وي : بالعذاب ، ح.
(٦) من ، ي : ـ ح و.
(٧) قوله ، وي : ـ ح.
(٨) أي اكتسبوها ، وي : أي اكتسبوا ، ح.