واتخاذه ذلك شعارا له ودثارا ، فالمهتدي بهداه متبع للثقلين ، والمتبع لخطاه متمسك بالحبلين.
ومما يدل على هذا بوضوح : أمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عمارا باتباع أمير المؤمنين عليهالسلام واقتفاء أثره ، ولقد امتثل رضي الله تعالى عنه هذا الأمر فاختص بأمير المؤمنين ولازمه ولم يفارقه حتى استشهد.
والشواهد التاريخية على هذا الأمر كثيرة جدا ، فقد رووا : « عن علقمة بن قيس والأسود بن يزيد ، قالا : أتينا أبا أيوب الانصاري ، فقلنا : ان الله تبارك وتعالى أكرمك بمحمد صلّى الله عليه وسلّم ، إذ أوحى الى راحلته فبركت على بابك ، فكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ضيفا لك ، فضيلة فضلك الله عز وجل بها ، ثم خرجت تقاتل مع علي بن أبي طالب!!
قال : مرحبا بكما وأهلا ، انني أقسم لكما بالله ، لقد كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في هذا البيت الذي أنتما فيه وما في البيت غير رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعلي جالس عن يمينه وأنا قائم بين يديه إذ حرك الباب فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : يا أنس انظر من في الباب ، فخرج ونظر ورجع ، قال : هذا عمار بن ياسر ، قال أبو أيوب : فسمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول يا أنس افتح لعمار الطيب المطيب ، ففتح أنس الباب ، فدخل عمار فسلم على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فردّ عليهالسلام ورحب به وقال : يا عمار انه سيكون في أمتي بعدي هنات واختلاف حتى يختلف السيف بينهم حتى يقتل بعضهم بعضا ويتبرأ بعضهم من بعض ، فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الذي عن يميني ـ يعني عليا ـ وان سلك كلهم واديا وسلك عليّ واديا فاسلك وادي علي وخل الناس طرا.
يا عمار ، ان عليا لا يزيلك عن هدى ، يا عمار ، ان طاعة علي من طاعتي. وطاعتي من طاعة الله عز وجل ».
أنظر : ( الشريعة للاجري ) و ( فردوس الاخبار ) و ( فرائد السمطين ـ ١ / ١٧٨ ) و ( المودة في القربى ) و ( مناقب الخوارزمي ٥٧ ، ١٢٤ ) و ( ينابيع