« الطريقة الخامسة لهم : التمسك بأخبار آحاد رووها منها قوله عليهالسلام سلموا على علي بامرة المؤمنين ، ومنها قوله عليهالسلام : انه سيد المسلمين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين ، وقال عليهالسلام : هذا ولي كل مؤمن ومؤمنة ، وقال عليهالسلام لعلي : أنت أخي ووصيي وخليفتي من بعدي وقاضي ديني.
والاعتراض : انها بأسرها معارضة بما روي عن النبي صلّى الله عليه وسلّم انه قال : ايتوني بدواة وقلم أكتب لابي بكر كتابا لا يختلف عليه اثنان ، ثم قال يأبى الله والمسلمون الا أبا بكر. وأيضا عيّنه للامامة في الصلاة وما عزله عنها فوجب أن يبقى اماما على الصلاة ، وكل من ثبت إمامته في الصلاة بعد الرسول أثبت إمامته مطلقا ، فوجب القول بإمامته. وروي عن أنس بعد الرسول أثبت إمامته مطلقا ، فوجب القول بإمامته. وروي عن أنس رضياللهعنه : ان النبي أمره عند اقبال أبي بكر أن يبشره بالجنة وبالخلافة بعده ... وبما روي انه عليهالسلام قال : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر.
والكلام على صحة هذه الأحاديث من الجانبين وفي دلالتها على المطلوب طويل ، ولكنها عن إفادة اليقين بمعزل ، لكونها من أخبار الآحاد عند التحقيق وان كان كل واحد من الفريقين يدعي في خبره كونه متواترا ويطعن فيما يرويه مخالفه ».
أقول : فمن القائل بكون هذا الحديث من أخبار الآحاد اذن؟! وقد ثبت أن القائلين بوضعه منهم أكثر عددا وأجل قدرا ...
قوله : « فاللازم أن يكون هؤلاء كلهم أئمة ».
أقول : انما يلزم ذلك لو كان قد صح ما استدل به شيء من الأحاديث ، ولكن قد ظهر سقوط جميع ما زعمه معارضا لحديث الثقلين سندا ودلالة ومتنا فدعوى لزوم امامة الحميراء وعمار وابن مسعود ومعاذ بن جبل وأبي بكر بن أبي قحافة وعمر بن الخطاب باطلة.